كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 293 """"""
فإنه صحح كثيرا مما أفسده وأزال ما عرفه من تخاليط أبيه ، وحقق ما نسبه من الأغاني إلى صانعه . قال : وهو يشتمل على نحو ثلاثة آلاف صوت .
قال أحمد بن سعيد : كانت صنعة يحيى ثلاثة آلاف صوت ، منها زهاء ألف صوت لم يقاربه فيها أحدٌ . وسئل أبنه أحمد عن صنعة أبيه فقال : الذي صح عندي منها ألف صوت وثلثمائة صوت ، منها مائة وسبعون صوتا ، غلب فيها على الناس جميعا من تقدم منهم ومن تأخر ، فلم يقم له أحد فيها .
قال أحمد بن يحيى قال لي إسحاق : يا أبا جعفر لأبيك مائة وسبعون صوتاً من أخذها عنه بمائة وسبعين ألف درهم فهو الرابح . والله أعلم .
ذكر أخبار أحمد بن يحيى المكي الملقب بطنين
هو أبو جعفر أحمد بن يحيى المكي ، وكان يلقب طنينا . وهو أحد المحسنين المبرزين الرواة للغناء المحكمي الصنعة . كان إسحاق يقدمه ويؤثره ويشدو بذكره ويجهر بتفضيله .
قال أبو الفرج : وكتابه المجرد في الأغاني ونسبها أصلٌ من الأصول المعول عليها . قال : وكان مع جودة غنائه وحسن صنعته أحد الضراب الموصوفين المتقدمين .
قال علي بن يحيى : قلت لإسحاق بن إبراهيم الموصلي وقد جرى ذكر أحمد ابن يحيى المكي : يا أبا محمد لو كان أبو جعفر أحمد بن يحيى مملوكاً كم كان يساوي ؟ قال : أخبرك عن ذلك ، انصرفت ليلةً من دار الواثق فأجتزت بدار الحسن بن وهب فدخلت إليه فإذا أحمد عنده . فلما قاموا لصلاة العشاء الآخرة قال لي الحسن بن وهب : كم يساوي أحمد لو كان مملوكاً ؟ قلت : يساوي عشرين ألف دينار . قال : ثم رجع فغنى صوتاً ؛ فقال لي الحسن : كم يساوي أحمد لو كان مملوكاً ؟ قلت : يساوي ثلاثين ألف دينار . ثم تغنى صوتا آخر ؛ فقلت للحسن : يا أبا علي أضعفها . ثم أردت الأنصراف فقلت لأحمد :