كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 294 """"""
غنني
لولا الحياء وأنّ السّتر من خلقي . . . إذاً قعدت إليك الدهر لم أقم
أليس عندك سكرٌ للتي جعلت . . . ما أبيضّ من قادمات الأس كالحمم
فغناه فأحسن فيه كل الإحسان . فلما قمت للأنصراف قلت : يا أبا علي ، أضعف الجميع . فقال له أحمد : ما هذا الذي أسمعكما تقولانه ولست أدري ما معناه ؟ فقال : نحن نبيعك ونشتريك منذ الليلة وأنت لا تدري . وقال محمد بن عبد الله بن مالك : سألني إسحاق بن إبراهيم الموصلي يوما : من بقي من المغنين ؟ قلت : وجه القرعة محمد بن عيسى . فقال : صالح كيسٌ ؛ ومن أيضا ؟ قلت : أحمد بن يحيى المكي . قال : نجٍ نجٍ ذاك المحسن المجمل الضارب المغني ، القائم بمجلسه لا يحوج أهل المجلس إلى غيره . وكانت وفاته في أول خلافة المستعين .
ذكر أخبار هاشم بن سليمان مولى بني أمية
يكنى أبا العباس . وكان موسى الهادي يسميه أبا الغريض . قال أبو الفرج : وهو حسن الصنعة غزيرها ؛ وفيه يقو الشاعر :
يا وحشتي بعدك يا هاشم . . . غبت فشجوى بك لي لازم
اللّهو واللّذّة يا هاشم . . . ما لم تكن حاضره ما تم
وقال الأصبهاني بسند رفعه إلى هاشم : أصبح موسى أمير المؤمنين يوما وعنده جماعةٌ فقال : يا هاشم غنني :
أبهار قد هيّجت لي أوجاعا
فإن أصبت مرادي فيه فلك حاجةٌ مقضية . قال : فغنيته ، وهو :
أبهار قد هيّجت لي أوجاعا . . . وتركتني عبداً لكم مطواعا
الصفحة 294
319