كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 304 """"""
الموصلي عنه . فأمره باحضاري ؛ فأحضرت في قيودي ، ففكت عني بين يديه ، وأمرهم فناولوني عودا ؛ ثم قال : إن يا إبراهيم ؛ فغنيته :
تضوّع مسكاً بطن نعمان أن مشت . . . به زينبٌ في نسوةٍ عطرات
فاستعاده وشرب وطرب وقال : هنأتني وسأهنئك بالصلة ، وقد وهبت لك الهنئ والمرئ ، فانصرفت ؛ فلما أصبحت عوضت منهما مائتي ألف درهم .
قال إبراهيم : دخلت على موسى الهادي فقال لي : يا إبراهيم ، إن من الغناء ما ألذ وأطرق عليه ولك حكمك . فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن لم يقابلني زحل ببرده رجوت ذلك ؛ فغنيته :
وإني لتعروني لذكراك هزة . . . كما أنتفض العصفور بلّله القطر
فضرب بيده إلى جيب دراعته فحطه ذراعا ؛ ثم قال : أحسنت والله ؟ زدني ؛ فغنيت :
فيها حبّها زدني جوىً كلّ ليلةٍ . . . ويا سلوة الأيام موعدك الحشر
فضرب بيده إلى دراعته فحطها ذراعا آخر وقال : زدني ويلك ؟ أحسنت والله ووجب حكمك ؛ فغنيت :
هجرتك حتى قيل ما يعرف الهوى . . . وزرتك حتى قيل ليس له صبر
فرفع صوته وقال : أحسنت والله لله أبوك هات ما تريد . فقلت : يا سيدي عين مروان بالمدينة . فدارت عيناه في رأسه حتى صارتا كأنهما جمرتان وقال : يا أبن اللخناء أردت أن تشهرني بهذا المجلس فيقول الناس : أطربه فحكم عليه فتجعلني سمراً وحديثا يا إبراهيم الحراني ، خذ بيد هذا الجاهل فأدخله بيت مال الخاصة ، فإن

الصفحة 304