كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 305 """"""
أخذ كل ما فيه فحله وإياه . فدخلت فأخذت خمسين ألف دينار . وهذا الشعر لأبي صخر الهذلي ، وأوله :
عجبت لسعي الدّهر بيني وبينها . . . فلما أنقضى ما بيننا سكن الدّهر
فيا حبّها زدني جوىً كلّ ليلةٍ . . . ويا سلوة الأيام موعدك الحشر
ويا هجر ليلى قد بلغت بي المدى . . . وزدت على ما ليس يبلغه الهجر
وإني لتعروني لذكراك هزّةٌ . . . كما أنتفض العصفور بلّله القطر
هجرتك حتى قيل لا يعرف الهوى . . . وزرتك حتى قيل ليس له صبر
أما والذي ابكى وأضحك والذي . . . أمات وأحيا والذي أمره الأمر
لقد تركتني أحسد الوحش أن أرى . . . أليفين منها لا يروعهما الذّعر
ذكر نبذة من أخبارغبراهيم الموصلي مع البرامكة رحمهم الله تعالى
كان لإبراهيم الموصلي مع البرامكة أخبار مستحسنة ، سنورد منها طرفا . منها ما حكى عن مخارق قال : أذن لنا أمير المؤمنين الرشيد أن نقيم في منازلنا ثلاثة أيام وأعلمنا أنه يشتغل فيها مع الحرم . فمضى الجلساء أجمعون إلى منازلهم وقد أصحبت السماء متغيمةً تطش طشيشا خفيفا . فقلت : والله لأذهبن إلى أستاذي إبراهيم فأعرف خبره ثم أعود ، وأمرت من عندي أن يسووا لنا مجلسا إلى وقت رجوعي . فجئت إلى إبراهيم ، فدخلت إليه ، فإذا هو جالس في رواق له والستارة منصوبةٌ والجواري خلفها ؛ فدخلت أترنم ببعض الأصوات وقلت له : ما بال الستارة لست أسمع من ورائها صوتا ؟ فقال : اقعد ويحك غني أصبحت فجاءني خبر ضيعةٍ تجاورني قد والله طلبتها زماناً وتمنيتها ولم أملكها ، وقد أعطي بها مائة الف درهم . فقلت له : ما يمنعك منها ؟ فوالله لقد أعطاك الله أضعاف هذا المال وأكثر . قال : صدقت ، ولكن لست أطيب نفسا بأن أخرج هذا المال . فقلت : فمن يعطيك الساعة مائة ألف درهم ؟ قال : والله ما أطمع في ذلك من الرشيد ، فكيف بمن دونه ثم قال : اجلس ، خذ هذا الصوت . ثم نقر

الصفحة 305