كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 31 """"""
فقال له : الدية ، قال : دية ماذا ؟ دية الضرطة التي تحملتها عنك ، وإلا شهرتك ، فلم يدعه حتى أخذ منه شيئاً صالحه عليه .
قوال محمد بنأبي قبيلة : غذى أشعب جدياً بلبن أمه وغيرها حتى بلغ غاية ، ثم قال لزوجته أم ابنه وردان : إني أحب أن ترضعيه بلبنك ففعلت . ثم جاء به إلى إسماعيل بن جعفر بن محمد ، فقال : تالله إنه لابني ، رضع بلن زوجتي ، قد حبوتك به ، ولم أر أحداً يستأهله سواك . فنظر إسماعيل إليه وأمر به فذبح وسمط . فأقبل عليه أشعب وقال : المكافأة ، فقال : ما عندي والله اليوم شيء ، ونحن من تعرف ، وذلك غير فائت لك . فلما يئس أشعب منه قام من عنده فدخل على أبيه جعفر ، ثم اندفع فشهق حتى التقت أضلاعه ، ثم قال : أخلني . قال : ما معنا أحد يسمع ، ولا عليك عين . قال : وثب ابنك إسماعيل على ابني فذبحه وأنا أنظر إليه . فارتاع جعفر وصاح : ويلك وفيم ؟ وتريد ماذا ؟ قال : أما ما أريد فوالله مالي في إسماعيل حيلة ولا يسمع هذا سامع أبداً بعدك . فجزاه خيراً وأدخله منزله وأخرج إليه مائتي دينار فقال : خذ هذه ، ولك عندنا ما تحب . قال : وخرج إلى إسماعيل وهو لا يبصر ما يطأ عليه ، فإذا به مسترسل في مجلسه . فلما رأى وجه أبيه أنكره وقام إليه ، فقال : يا إسماعيل ، فعلتها بأشعب قتلت ولده ؟ قال : فاستضحك وقال : جاءني ، وأخبره الخبر . فأخبره أبوه بما كان منه وما صار إليه . قال : فكان جعفر يقول لأشعب : رعتني راعك الله فيقول : روعة ابنك بنا في الجدي أكثر من روعتك بالمائتي الدينار .
قال المدائني : دخل أشعب على الحسين بن علي رضي الله عنهما ، وعنده أعرابي قبيح المنظر ، مختلف الخلقة ، فسبح أشعب حين رآه وقال للحسين : بأبي أنت وأمي ، أتأذن لي أن أسلح عليه ؟ فقال : إن شئت . ومع الأعرابي قوس وكنانة ،