كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 32 """"""
ففوق نحوه سهماً ، وقال : والله لئن فعلت لتكونن آخر سلحة سلحتها . فقال أشعب للحسين : جعلت فداك ، أخذني القولنج . وعنه قل : توضأ أشعب فغسل رجله اليسرى وترك اليمنى . فقيل له : لم تكرت غسل اليمنى ؟ فقال : لأن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " أمتي غر محجلون من آثار الوضوء " وأنا أحب أن أكون أغر محجلاً مطلق اليمين . وقال : سمع أشعب حبى المدنية تقول : اللهم لا تمتني حتى تغفر لي ذنوبي ، فقال لها : يا فاسقة أنت لم تسألي الله تعالى المغفرة ، وإنما سألته عمر الأبد يريد : أن الله لا يغفر لها أبداً .
وقال الزبير بن بكار : كان أشعب يوماً في المسجد يدعو ، وقد قبض وجهه فصيره كالصبرة المجموعة . فرآه عامر بن عبد الله بن الزبير فحصبه وناداه : يا أشعب ، إنما أنت تناجي ربك فناجه بوجه طليق . قال : فأرخى لحييه حتى وقعا على زوره . قال : فأعرض عنه ، وقال : ولا كل ذا . وقال مصعب : بلغ أشعب أن الغاضري قد أخذ في مثل مذهبه ونوادره ، وأن جماعة استطابوه ، فرقبهم حتى علم أنه في مجلس من مجالس قريش يحادثهم ويضحكهم ، فصار إليهم ، ثم قال : قد بلغني أنك قد نحوت نحوي ، وشغلت عني من كان يألفني ، فإن كنت مثلي فافعل كما أفعل . ثم غضن وجهه وعرضه وشنجه ، حتى صار عرضه أكثر من طوله ، وصار في هيئة لم يعرفه أحد بها ، ثم أرسل وجهه حتى كاد ذقنه يجوز صدره ، وصار كأنه وجه الناظر في سيف ، ثم نزع ثيابه وتحادب ، فصار في ظهره حدبة كسنام البعير ، وصار طوله مقدار شبر ، ثم نزع سراويله ، وجعل يمد جلد خصييه حتى حك بهما الأرض ، ثم خلاهما من يده ،

الصفحة 32