كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 40 """"""
شوهاء مشنأة في بطنها ثجل . . . وفي المفاصل من أوصافها ندع
ذكرتها بكتاب الله حرمتنا . . . ولم تكن بكتاب الله ترتجع
فاخرنطمت ثم قالت وهي مغضبة . . . أأنت تتلو كتاب الله يا لكع
أخرج تبغ لنا مالاً ومزرعة . . . كما لجيراننا مال ومزدرع
واخدع خليفتنا عنا بمسألة . . . إن الخليفة للسؤال ينخدع
قال : فضحك أبو جعفر وقال : أرضوها عنه بمائتي جريب عامرة ويروى ستمائة جريب عامرة وغامرة فقال : أنا أقطعك يا أمير المؤمنين أربعة آلاف جريب غامرة فيما بين الحيرة والنجف ، وإن شئت زدتك . فضحك وقال : اجعلوها كلها عامرة . قال : ولما توفي السفاح دخل أبو دلامة على المنصور والناس عنده يعزونه ، فقال :
أمسيت بالأنبار يا بن محمد . . . لم تستطع عن عقرها تحويلا
ويلي عليك وويل أهلي كلهم . . . ويلا وعولاً في الحياة طويلا
فلتبكين لك السماء بعبرة . . . ولتبكين لك الرجال عويلا
مات الندى إذ مت يا بن محمد . . . فجعلته لك في التراب عديلا
إني سألت الناس بعدك كلهم . . . فوجدت أسمح من سألت بخيلا
ألشقوتي أخرت بعدك للتي . . . تدع العزيز من الرجال ذليلا ؟ فلا حلفن يمين حق برة . . . تالله ما أعطيت بعدك سولا
قال : فأبكى الناس الناس قوله . فغضب المنصور غضباً شديداً وقال : إن سمعتك تنشد هذه القصيدة لأقطعن لسانك . قال : يا أمير المؤمنين ، إن أبا العباس أمير المؤمنين كان لي مكرماً ، وهو الذي جاء بي من البدو ، كما جاء الله بإخوة يوسف

الصفحة 40