كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 46 """"""
فدفع إليها رقعة قد كتب بها إلا الخيزران ، فقها :
أبلغي سيدتي با . . . لله يا أم عبيده
أنها أرشدها ا . . . لله وإن كانت رشيده
وعدتني قبل أن تخ . . . رج للحج وليده
فتأنيت وأرسل . . . ت بعشرين قصيده
كلما أخلقن أخلف . . . ت بعشرين قصيده
ليس في بيتي لتمهي . . . د فراشي من قعيده
غير عجفاء عجوز . . . ساقها مثل القديده
وجهها أقبح من حو . . . ت طري في عصيده
ما حياة مع أنثى . . . مثل عرسي بسعيده
فلما قرأت عليها ، ضحكت ودعت بجارية من جواريها فائقة الجمال ، فقالت لها : خذي كل مالك في قصري ، ففعلت ، ثم دعت بعض الخدم وقالت له : سلمها إلى أبي دلامة . فانطلق الخادم بها فلم يصادفه في منزله ، فقال لامرأته : إذا رجع أبو دلامة فادفعيها إليه وقولي له : تقول لك السيدة : أحسن صحبة هذه الجارية فقد أمرت لك بها . فقالت له نعم . فلما خرج الخادم دخل ابنها دلامة فوجد أمه تبكي ، فسألها عن خبرها فأخبرته وقالت : إن أردت أن تبرني يوماً من الأيام فاليوم . قال : قولي ما شئت فإني أفعله . قالت : تدخل عليها فتعلمها أنك مالكها وتطؤها فتحرمها عليه وإلا ذهبت بعقله فجفاني وجفاك ، ففعل ودخل إلى الجارية فوطئها ووافقها ذلك منه ، وخرج . فدخل أبو دلامة فقال لامرأته : أين الجارية ؟ قالت : في ذلك البيت ، فدخل إليها شيخ محطم ذاهب ، فمد يده إليها ذهب ليقبلها ، فقالت : مالك ويحك تنح وإلا لطمتك لطمة دققت منها أنفك . فقال لها : أبهذا أوصتك السيدة ؟ قالت : بعثت بي إلى فتى من هيئته وحاله كيت وكيت ، وقد كان عندي آنفاً ونال مني حاجته . فعلم أنه قد دهي من أم دلامة وابنها . فخرج أبو دلامة إلى دلامة فلطمه ولببه وحلف ألا يفارقه إلا إلى المهدي . فمضى به ملبباً حتى وقف بباب المهدي ، فعرف خبره ، وأنه جاء بابنه على تلك الحال . فأمر بإدخاله فلما دخل قال : مالك ؟ قال :