كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 5 """"""
الحواريين ، فكان يوحنا لا يجلس مجلساً إلا ضحك وأضحك من حوله ، وكان شمعون لا يجلس مجلساً إلا بكى وأبكى من حوله . فقال شمعون ليوحنا : ما أكثر ضحكك كأنك قد فرغت من عملك فقال له يوحنا : ما أكثر بكاك كأنك قد يئست من ربك . فأوحى الله إلى عيسى بن مريم عليه السلام : أن أحب السيرتين إلي سيرة يوحنا .
والعرب إذا مدحوا الرجل قالوا : هو ضحوك السن ، بسام العشيات ، هش إلى الضيف . وإذا ذمته قال : هو عبوس الوجه ، جهم المحيا ، كريه المنظر ، حامض الوجه كأنما وجهه بالخل منضوح . وكأنما أسعط خيشومه بالخردل .
وقيل لسفيان : المزاح هجنة ؛ فقال : بل سنة ، لقوله عليه الصلاة والسلام : " إني لأمزح ولا أقول إلا الحق " ، ( صلى الله عليه وسلم ) وعلى آله وصحبه أجمعين .
ذكر مزاحات رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
وقد مزح رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؛ فمن ذلك : أنه قال ( صلى الله عليه وسلم ) لرجل استحمله : " نحن حاملوك على ولد الناقة " يريد : البعير . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) لامرأة من الأنصار : " الحق زوجك ففي عينه بياض " . فسعت المرأة نحو زوجها مرعوبة ؛ فقال لها : ما دهاك ؟ فقالت : قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : إن في عينك بياضاً ؛ فقال : إن في عيني بياضاً لا

الصفحة 5