كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 51 """"""
والله أسفاً لفوات ما حصل في طمعي ووعدت به ، فحكم له على جعفر بخمسمائة دينار أخرى ، فأمر له جعفر بها .
ذكر شيء من نوادر الأقيشر
هو أبو معرض المغيرة بن عبد الله بن معرض بن عمرو بن معرض بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر . والأقيشر لقب غلب عليه لأنه كان أحمر الوجه أقيشر . قال أبو الفرج الأصفهاني : وعمر الأقيشر عمراً طويلاً ، ولعله ولد في الجاهلية ونشأ في الإسلام ، وكان أبعد بني أسد نسباً . قال : وكان كوفياً خليعاً ماجناً مدمناً للخمر . وهو الذي يقول لنفسه :
فإن أبا معرض إذ حسا . . . من الراح كأساً على المنبر
خطيب لبيب أبو معرض . . . فإن ليم في الخمر لم يصبر
أحل الحرام أبو معرض . . . فصار خليعاً على المكبر
يحب اللئام ويلحى الكرام . . . وإن أقصروا عنه لم يقصر
قال : وشرب الأقيشر في بيت خمار بالحيرة ، فجاءه الشرط ليأخذوه ، فتحرز منهم وأغلق الباب وقال : لست أشرب فما سبيلكم علي ؟ قالوا : قد رأينا العس في كفك وأنت تشرب . فقال : إنما شربت من لبن القحة لصاحب هذه الدار ، فما برحوا حتى أخذوا منه درهمين . فقال :
إنما لقحتنا باطية . . . فإذا ما مزجت كانت عجب
لبن أصفر صاف لونه . . . ينزع الباسور من عجب الذنب
إنما نشرب من أموالنا . . . فسلوا الشرطي ما هذا الغضب ؟
وروى أبو الفرج الأصفهاني عن أبي عمرو الشيباني وغيره قال : كان الأقيشر لا يسأل أحداً أكثر من خمسة دراهم ، يجعل درهمين للشراب ودرهماً للطعام ودرهمين في كراء بغل إلى الحيرة . وكان له جار يكنى أبا المضاء ، له بغل

الصفحة 51