كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 52 """"""
يكريه ، فكان يعطيه درهمين ويأخذ بغله فيركبه إلى الحيرة حتى يأتي به بيت الخمار فينزل عنه ويربطه ، ثم يجلس للشرب حتى يمسي ثم يركبه . وله في ذلك أشعار كثيرة . قال وتزوج الأقيشر ابنة عم له يقال لها الرباب ، على أربعة آلاف درهم ويقال : على عشرة آلاف درهم فأتى قومه فسألهم فلم يعطوه شيئاً ، فأتى ابن رأس البغل وهو دهقان الصين ، وكان مجوسياً ، فسأله فأعطاه الصداق كاملاً ، فقال :
كفاني المجوسي هم الرباب . . . فدى للمجوسي خال وعم
شهدت بأنك رطب اللسان . . . وأنك بحر جواد خضم
وأنك سيد أهل الجحيم . . . إذا ما ترديت فيمن ظلم
تجاور هامان في قعرها . . . وفرعون والمكتنى بالحكم
فقال له المجوسي : ويحك سألت قومك فما أعطوك شيئاً ، وجئتني فأعطيتك فجزيتني هذا القول ولم أفلت من شرك قال : أو ما ترضى أن جعلتك مع الملوك وفرين أبي جهل ؟ . قال : ثم جاء إلى عكرمة بن ربعي التميمي ، فسأله فلم يعطه شيئاً ، فقال فيه :
سألت ربيعة من شرها . . . أبا ثم أما فقالوا لمه
فقلت لأعلم من شركم . . . وأجعل للسب فيه سمه
فقالوا لعكرمة المخزيات . . . وما ذا يرى الناس في عكرمه
فإن يك عبداً زكا ماله . . . فما غير ذا فيه من مكرمه