كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 55 """"""
داية يقال لها رحاص ، فقيل لها : إنه لم يقبل تقبيل التسليم ، وإنما قبله شهوة ، فلحقته الداية فشتمته وأسمعته ما يكره ، وهجره الغلام بعد ذلك ، فقال :
لئن لثمتك سراً . . . فأبصرتني رحاص
وقال في ذاك قوم . . . على انتقاصي حراص
هجرتني وأتتني . . . شتيمة وانتقاص
فهاك فاقتص مني . . . إن الجروح قصاص
وقد قيل : إن رحاص هذه كانت مغنية كان الغلام يهواها ، وإن سكر ونام ، فقبله ابن سيابة . فلما انتبه قال للمغنية : ليت شعري ما كان خبرك مع ابن سيابة ؟ فقالت له : سل عن خبرك أنت معه ، وحدثته بالقصة ، فهجره الغلام ، فقال هذا الشعر .
وقال إسحاق بن إبراهيم : كان ابن سيابة عندنا يوماً مع جماعة نتحدث نتناشد وهو ينشد شيئاً من شعره ، فتحرك فضرط فضرب بيده على استه غير مكترث وقال : إما أن تسكتي حتى أتكلم ، وإما أن تتكلمي حتى أسكت .
وقال جعفر الكاتب : قال لي إبراهيم بن سيابة الشاعر : إذا كان عند جيرانك جنازة وليس في بيتك دقيق فلا تحضر الجنازة ، فإن المصيبة عندك أكبر منها عند القوم ، وبيتك أولى بالمأتم من بيتهم . وقال سليمان بن يحيى بن معاذ : قدم علي إبراهيم بن سيابة بنيسابور فأنزلته علي ، فجاء ليلة من الليالي فجعل يصيح : يا أبا أيوب ، فخشيت أن يكون قد غشيه شيء ، فقلت : ما تشاء ؟ فقال :
أعيان الشادن الربيب

الصفحة 55