كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 56 """"""
قلت بماذا ؟ قال :
أكتب أشكو فلا يجيب
فقلت : داره ودواه ، فقال :
من أين أبغي شفاء قلبي . . . وإنما دائي الطبيب
فقلت : لا دواء إذاً إلا أن يفرج الله عز وجل عنك . فقال :
يا رب فرج إذاً وعجل . . . فإنك السامع المجيب
ثم انصرف . وقد تقدمت هذه الحكاية والسلام .
ذكر شيء من نوادر مطيع بن إياس الكناني وأخباره
قال أبو الفرج الإصفهاني : هو شاعر من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية . كان ظريفاً خليعاً ماجناً حلو العشرة مليح النادرة قال : وكان متهماً في دينه بالزندقة . وكان مولده ومنشؤه بالكوفة ، وكان منقطعاً إلى الوليد بن عبد الملك ، ثم اتصل بخدمة الوليد بن يزيد . وكان سبب ذلك ما حكي عن حكم الوادي المغني ، قال : غنيت الوليد بن يزيد وهو غلام حديث السنم بشعر مطيع بن إياس وهو :
إكليلها ألوان . . . ووجهها فتان
وخالها فريد . . . ليس له جيران
إذا مشت تثنت . . . كأنها ثعبان
قد جدلت فجاءت . . . كأنها عنان
فطرب حتى زحف عن مجلسه إلي ، واستعادني الصوت حتى صحل صوتي ، ثم قال : ويحك من يقول هذا ؟ فقلت : عبد لك يا أمير المؤمنين أرضاه لخدمتك .