كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 58 """"""
عن الأترجة الغض . . . ة والتفاحة الهشه
فالتفت إلي وقال : فعلتها يا بن الزانية فقالت له : أحسن ، فوالله ما بلغ صفتك بعد ، فما تريد منه فقال لها : يا زانية فسبته وتثاورا ، فشقت قميصه وبصقت في وجهه وقالت له : ما يصادقك ويدع مثل هذا إلا زانية ، وخرجنا وقد لقي كل بلاء ، وقال لي : ألم أقل لك يا بن الزانية : إنك ستفسد علي مجلسي فأمسكت عن جوابه ، وجعل يهجوني ويسبني ويشكوني إلى أصحابنا ، فقالوا لي : اهجه ودعنا وإياه ، فقلت :
ألا يا ظبية الوادي . . . وذات الجسد الرادي
وزين المصر والدار . . . وزين الحي والنادي
وذات المبسم العذب . . . وذات المبسم البادي
أما بالله تستحي . . . ين من خلة حماد
فحماد فتى ليس . . . بذي عز فتنقادي
ولا مال ولا طرف . . . ولا حظ لمرتاد
فتوبي واتقي الله . . . وبتي حبل عجراد
فقد ميزت بالحسن . . . عن الخلق بإفراد
وهذا البين قد حم . . . فجودي لي بالزاد
قال : فأخذ أصحابنا رقاعاً فكتبوا الأبيات فيها وألقوها في الطريق ، وخرجت أنا فلم أدخل عليهم ذلك اليوم ، فلما رآها وقرأها قال لهم : يا أولاد الزنا فعلها ابن الزانية وساعدتموه ؟ قال : وأخذها حكم الوادي فغنى بها ، فلم يبق بالكوفة سقاء ولا طحان ولا مكار إلا غنى فيها ثم غبت مدة وقدمت فأتاني فما سلم علي حتى قال لي :
أما بالله تستحي . . . ين من خلة حماد