كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 6 """"""
لسوء . وأتته عجوز أنصارية قالت : يا رسول الله ، ادع لي بالمغفرة . فقال لها : " أما علمت أن الجنة لا يدخلها العجز " فصرخت ؛ فتبسم ( صلى الله عليه وسلم ) وقال لها : " أما قرأت " إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكاراً عرباً أتراباً " " .
ونظر عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أعرابي قد صلى صلاة خفيفة ، فلما قضاها قال : اللهم زوجني بالحور العين ؛ فقال عمر : يا هذا أسأت النقد ، وأعظمت الخطبة .
ذكر من اشتهر بالمزاح من الصحابة رضوان الله عليهم
كان أشهرهم بالمزاح رضي الله عنهم نعيمان ، وهو أحد أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) البدريين ، وله رضي الله عنه مزاحات مشهورة ، منها ما روى : أنه خرج مع أبي بكر الصديق إلى بصرى ، وكان في الحملة سويبط ، هو بدري أيضاً ، وكان سويبط على الزاد ؛ فجاءه نعيمان فقال له : أطعمني ؛ قال : لا ، حتى يأتي أبو بكر . فقال نعيمان : والله لأغيظنك . وجاء إلى أناس جلبوا ظهراً ، فقال ابتاعوا مني غلاما عربياً فارهاً إلا أنه دعاء ، له لسان ، لعله يقول : أنا حر ؛ فإن كنتم تاركيه لذلك فدعوه ، لا تفسدوا على غلامي ، قالوا : بل نبتاعه منك بعشر قلائص . فأقبل بها يسوقها ، وأقبل بالقوم حتى عقلها ، ثم قال : دونكم هذا هو . فقالوا : قد اشتريناك . فقال سويبط : هو كاذب ، أنا رجل حر ؛ فقالوا : قد أخبرنا خبرك ، ووضعوا في عنقه حبلا وذهبوا به . فجاء أبو بكر رضي الله عنه فأخبر بذلك ، فذهب هو وأصحابه ، فردوا القلائص على أربابها وأخذوه . وأخبر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بالقصة فضحك منها حولاً .

الصفحة 6