كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 63 """"""
حضر أضحك الثكلى بنوادره . فقال له أبي يوماً : حدثنا ببعض نوادرك وطرائفك . قال : نعم . من طرائف أموري أن ابني زنى بجارية سندية لبعض جيراني ، فحبلت وولدت ، وكانت قيمة الجارية عشرين ديناراً . فقال : يا أبت ، الصبي والله ابني ، فساومت فيه فقيل لي : خمسون ديناراً . فقلت له ويلك كنت تخبرني وهي حبلى فأشتريها بعشرين ديناراً ونربح الفضل بين الثمنين وأمسكت عن المساومة بالصبي حتى اشتريه من القوم بما أرادوا . ثم أحبلها ثانياً فولدت ابناً آخر ، فجاء يسألني أن أبتاعه ، فقلت : عليك لعنة الله ، أي شيء حملك على أن تحبل هذه ، هلا عزلت عنها فقال : إني لا أستحل العزل . ثم أقبل على جماعة عندي فجعل يقول : شيخ كبير يأمرني بالعزل ويستحله . فقلت له : يا بن الزانية تستحل الزنا وتتحرج من العزل فضحكنا منه .
ذكر شيء من نوادر حمزة بن بيض الحنفي
كان شاعراً من شعراء الدولة الأموية ، وهو كوفي خليع ماجن ، وكان منقطعاً إلى المهلب بن أبي صفرة وولده ، ثم إلى أبان بن الوليد وبلال بن أبي بردة ، واكتسب بالشعر من هؤلاء مالاً عظيماً . يقال : إنه أخذ بالشعر من مال وشاء ورقيق وحملان وغير ذلك ألف ألف درهم . وله نوادر ، منها ما حكاه أبو الفرج الأصفهاني عنه : أنه كان يسامر عبد الملك بن بشر بن مروان ، وكان عبد الملك يعبث به عبثاً شديداً . فوجه إليه ليلة برسول وقال : خذه على أي حالة وجدته ، وأحلفه وغلظ