كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 65 """"""
ويضحكك . قال : لك الأمان . فقلت : أرأيت ليلة كذا وكذا وما جرى ؟ قال : نعم . قلت : فعلي وعلي إن كان فسا تلك الفسوات غيري . فضحك حتى سقط على قفاه وقال : ويلك فلم لم تخبرني ؟ قال فقلت : أردت بذلك خصالاً ، منها أني قمت فقضيت حاجتي وقد كان رسولك منعني من ذلك . ومنها أني أخذت جاريتك . ومنها أني كافأتك على أذاك لي بمثله . قال : وأين الجارية ؟ قلت : ما برحت من دارك ولا خرجت حتى سلمتها إلى فلان الخادم وأخذت مائتي دينار . فسر بذلك وأمر لي بمائتي دينار أخرى ، قال : هذه لجميل فعلك في وتركك أخذ الجارية . قال حمزة : ودخلت إليه يوماً وكان له غلام لم ير الناس أنتن إبطاً منه . فقال لي : يا حمزة ، سابق غلامي هذا حتى يفوح صنانكما ، فأيكما كان صنانه أنتن فله مائة دينار . فطمعت في المائة ويئست منها لما أعلمه من نتن إبط الغلام ، فقلت : أفعل . وتعادينا ساعة فسبقني ، فسلحت في يدي ثم طليت إبطي بالسلاح ، وقد كان عبد الملك جعل بيننا حكماً ، فلما دنا الغلام منه وشمه وثب وقال : هذا والله لا يشاكله شيء . فصحت به : لا تعجل علي بالحكم ، مكانك ثم دنوت منه فألقمت أنفه إبطي حتى علمت أنه قد خالط دماغه وأنا ممسك رأسه تحت يدي ، فصاح : الموت والله هذا بالكنف أشبه منه بالإبط . فضحك عبد الملك ثم قال : أفحكمت له ؟ قال : نعم . فأخذت الدنانير . قال : ودخلت يوماً على سليمان بن عبد الملك . فلما مثلت بين يديه قلت :
رأيتك في المنام شتنت خزاً . . . علي بنفسجاً وقضيت ديني
فصدق يا فدتك النفس رؤيا . . . رأتها في المنام لديك عيني
قال سليمان : يا غلام ، أدخله خزانة الكسوة واشتن عليه كل ثوب خز بنفسجي ، فخرجت كأني مشجب . ثم قال : كم دينك ؟ قلت : عشرة آلاف ، فأمر لي بها وما أعلم والله أني رأيت من ذلك شيئاً .

الصفحة 65