كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 71 """"""
وقيل :
فإياك إياك المزاح فإنه . . . يجري عليك الطفل والرجل النذلا
ويذهب ماء الوجه بعد بهائه . . . ويورث بعد العز صاحبه ذلا
وقال بعض البلغاء : المزاح خرف ، والاقتصاد فيه ظرف ، والإفراط فيه ندامة . وقالوا : من كثر مزحه لم يسلم من استخفاف به أو حقد عليه . ويقال : أكثر أسباب القطيعة المزاح . وإن كان لا غنى للنفس عنه للجمام ، فليكن بمقدار الملح في الطعام . قال أبو الفتح البستي رحمه الله :
أفد طبعك المكدود بالهم راحة . . . تراح وعلله بشيء من المزح
ولكن إذا أعطيته المزح فليكن . . . بمقدار ما يعطى الطعام من الملح
وقيل :
امزح بمقدار الطلاقة واجتنب . . . مزحاً تضاف به إلى سوء الأدب
لا تغضبن أخاً إذا مازحته . . . إن المزاح على مقدمة الغضب
وقيل :
مازح صديقك ما أحب مزاحاً . . . وتوق منه في المزاح جماحا
فلربما مزح الصديق بمزحة . . . كانت لبدء عداوة مفتاحا
وقال سعيد بن العاص لولده : يا بني ، اقتصد في مزحك ، فإن الإفراط فيه يذهب البهاء ، ويجرئ السفهاء . ويقال : المزاح أوله فرح ، وآخره