كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 72 """"""
ترح . قال أبو العتاهية :
وترى الفتى يلقي أخاه وخدنه . . . في بعض منطقه بما لا يغفر
ويقول كنت ملاعباً وممازحاً . . . هيهات نارك في الحشا تتسعر
ألقيتها وطفقت تضحك لاهياً . . . وفؤاده مما به يتفطر
أو ما علمت ومثل جهلك غالب . . . أن المزاح هو السباب الأكبر
فهذه نبذة مما قيل في الفكاهات والمجون ، يفرح لها قلب المحزون ، وتزول عنه الشجون . فلنذكر ما قيل مما يناسب هذا الباب . من أشعار
المزاحين ذكر شيء من الشعر المناسب لهذا الباب والداخل فيه
وسنورد في هذا الفصل من أشعار هذا الفن ، ما رفلت معانيه في حلل أنفاسها على صفحات أطراسها ، وأهلت مغانيه بما أودعه لسان القلم صدر قرطاسها من بديع إيناسها . يضحك سامعه وإن كان ثكلاً . ويستوفيه وإن كان عجلاً . هذا مع ما فيه من فحش القول الذي إذا تأملته في موضعه كان أزين من عقود اللآلئ ، وإن لمحته في غيره كان أقفر من ظلم الليالي . نسأل الله المسامحة لكاتبه وقائله ، ومستمعه وناقله . فمن ذلك ما كتب به ابن حجاج لمن شرب دواء :
يا أبا أحمد بنفسي أدي . . . ك وأهلي من سائر الأسواء