كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 75 """"""
والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما " نزلت هذه الآية في عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وفر من الأنصار أتوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقالوا : يا رسول الله ، أفتنا في الخمر والميسر فإنهما مذهبة للعقل مسلبة للمال ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " إن ربكم تقدم في تحريم الخمر " . فتركها قوم للإثم الكبير وقالوا : لا حاجة لنا في شربها ولا في شيء فيه إثم كبير ، وشربها قوم لقوله تعالى : " ومنافع للناس " . وكانوا يستمتعون بمنافعهم ويتجنبون مآثمها ، إلى أن صنع عبد الرحمن بن عوف طعاماً فدعا ناساً من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأتاهم بخمر فشربوا وسكروا وحضرت صلاة المغرب ، فقدموا بعضهم ليصلي بهم ، فقرأ قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون إلى آخر السورة بحذف " لا " فأنزل الله عز وجل . " يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون " فحرم السكر في أوقات الصلاة . فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إن الله عز وجل تقارب في النهي عن شرب الخمر وما أراه إلا سيحرمها . فلما نزلت هذه الآية تركها قوم ، وقالوا : لا خير في شيء يحول بيننا وبين الصلاة . وقال قوم : نشربها ونجلس في بيوتنا ، فكانوا يتركونها وقت الصلاة ويشربونها في غير حين الصلاة ، إلى أن شربها رجل من المسلمين ، فجعل ينوح على قتلى بدر ويقول :
تحيا بالسلامة أم بكر . . . وهل لي بعد رهطك من سلام
ذريني أصطبح بكراً فإني . . . رأيت الموت كفت عن هشام
وود بنو المغيرة لو فدوه . . . بألف من رجال أو سوام

الصفحة 75