كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 76 """"""
وفي أبيات أخر . فبلغ ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فجاء فزعاً يجر رداءه حتى انتهى إليه ، ورفع شناً كان في يده ليضربه ، فلما عاينه الرجل قال : أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، والله لا أطعمها أبداً ، ثم نزلت آية التحريم وهي قوله عز وجل : " إنما يريد الشيطان أو يوقف بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون " . وروى أن هذه الآية نزلت في شأن حمزة بن عبد المطلب ، وكان نزولها وتحريم الخمر في شهر ربيع الأول سنة أربع من الهجرة .
وكان من خبر حمزة بن عبد المطلب ما رواه مسلم بن الحجاج بن مسلم في صحيحه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : أصبت شارفاً مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في مغنم يوم بدر ، وأعطاني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) شارفاً أخرى من الخمس . قال علي : فلما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) واعدت رجلاً صواعاً من بني قنيقناع يرتحل معي فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه من الصواغين فأستعين به على وليمة عرسي . فبينا أنا أجمع لشارفي متاعاً من الأقتاب والغرائر والحبال ، وشارفاي مناختان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار ورجعت حين جمعت ما جمعت ، فإذا شارفاي قد اجتنبت أسنمتهما وبقرت خواصرهما وأخذ من أكبادهما ، فلم أملك نفسي حين رأيت ذلك المنظر منهما أن قلت : من فعل هذا ؟ قالوا : فعله حمزة بن عبد المطلب وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار ،