كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 77 """"""
غنته قينة وأصحابه ، فقالت في غنائها :
ألا يا حمزة للشرف النواء
لم يذكر مسلم في صحيحه من الشعر غير ما ذكرناه . والأبيات التي غنت بها :
ألا يا حمز للشرف النواء . . . وهن معقلات بالفناء
ضع السكين في اللبات منها . . . فضرجهن حمزة بالدماء
وعجل من شرائحها كباباً . . . ملهوجة على وهج الصلاء
وأصلح من أطايبها طبيخاً . . . لشربك من قديد أو شواء
فأنت أبا عمارة المرجى . . . لكشف الضر عنها والبلاء فقام حمزة بالسيف فاجتب أسمنتهما وبقر خواصرهما وأخذ من أكبادهما . فقال علي : فانطلقت حتى أدخل على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وعند زيد بن حارثة . قال : فعرف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في وجهي الذي لقيت ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " مالك " ؟ قلت : يا رسول الله ، ما رأيت كاليوم قط ، عدا حمزة على ناقتي فاجتب أسنمتهما وبقر خواصرهما وها هو ذا في بيت معه شرب . فدعا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بردائه فارتداه ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء الباب الذي فيه حمزة ، فاستأذن فأذنوا له ، فإذا هم شرب ، فطفق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يلوم حمة فيما فعل وإذا حمزة محمرة عيناه ، فنظر حمزة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ثم صعد النظر إلى ركبتيه ثم صعد النظر إلى سرته ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه ، فقال حمزة : وهل أنتم إلا عبيد لأبي فعرف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه ثمل ، فنكص رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على عقبيه القهقري وخرج وخرجنا معه . وفي حديث آخر : أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال لعلي : " إن عمك قد