كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 78 """"""
ثمل وهما لك علي " فغرمهما رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لعلي . فلما أصبح حمزة غدا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يعتذر . فقال : " مه يا عم فقد سألت الله فعفا عنك " . قالوا : واتخذ عتبان بن مالك صنيعاً ودعا رجالاً من المسلمين ، منهم سعد بن أبي وقاص ، وكان قد شوى لهم رأس بعير فأكلوا منه وشربوا الخمر حتى أخذت منهم ، ثم إنهم افتخروا عند ذلك وانتسبوا وتناشدوا الأشعار ، وأنشد سعد قصيدة فيها هجاء الأنصار وفخر لقومه ، فقام رجل من الأنصار فأخذ لحي البعير فضرب به رأس سعد فشجه شجة موضحة . فانطلق سعد إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وشكا إليه الأنصار . فقال عمر رضي الله عنه : اللهم بين لنا رأيك في الخمر بياناً شافياً ، فأنزل الله عز وجل تحريم الخمر في سورة المائدة " إنما يريد الشيطان " الآية إلى " منتهون " . فقال عمر : انتهينا يا رب . وقيل : إنها حرمت بعد غزوة الأحزاب بأيام في ذي القعدة سنة خمس من الهجرة . والله أعلم . قال أنس رضي الله عنه : حرمت ولم يكن للعرب يومئذ عيش أعجب منها ، وما حرم عليهم شيء أشد من الخمر . قال : فأخرجنا الحباب إلى الطريق فصببنا ما فيها ، فمنا من كسر حبه ، ومنا من غسله بالماء والطين ، ولقد غودرت أزقة المدينة بعد ذلك حيناً ، كلما مطرت استبان فيها لون الخمر وفاحت ريحها .
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه : كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة ، وما شرابهم إلا فضيخ البسر والتمر ، فإذا مناد ينادي ، فقال القوم : اخرج فانظر ، فإذا مناد ينادي : ألا إن الخمر قد حرمت ، قال : فجرت في سكك المدينة . فقال لي أبو طلحة : اخرج فاهرقها فهرقتها . فقالوا أو قال