كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 8 """"""
قال : ما فعلت به ؟ قال : كل مملوك لي حر إن لم أكن نكته . فأعظم ذلك عبد الله بن عمر واضطرب له . فقال له : امرأتي والله التي قالت الشعر وهجتني به . وكانت امرأته أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله .
وقد مدح الشعراء اللعب في موضعه ، كما مدح الجد في موضعه ؛ فقال أبو تمام :
الجد شيمته وفيه فكاهة . . . طوراً ولا جد لمن لم يلعب
وقال الأبيرد رحمة الله عليه :
إذا جد عند الجد أرضاك جده . . . وذو باطل إن شئت ألهاك باطله ومن مجون عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ما حكي أن جاريته قالت له : إن فلاناً القارئ ، وكان يظهر النسك ، قد قطع علي الطريق وآذاني ويقول لي : أنا أحبك . فقال لها : قولي له : وأنا أحبك أيضاً ، وواعديه المنزل ؛ ففعلت وأدخلته المنزل ؛ وكان عبد الله قد واعد جماعة من أصحابه ليضحكوا على الرجل . ودخلت الجارية إلى البيت الذي فيه الرجل ، فدعاها فاعتلت عليه ، فوثب إليها فاحتملها وضرب بها الأرض ، فدخل عليه ابن أبي عتيق وأصحابه وقد تولكها ، فحجل وقام وقال : يا فساق ، ما تجمعتم ها هنا إلا لريبة ، فقال له ابن أبي عتيق : استر علينا ستر الله عليك . ثم لم يرتدع عن العبث بها ، فشكت ذلك إلى سيدها ؛ فقال لها : هيئي من الطعام طحن ليلة إلى الغداة ففعلت ، ثم قال لها : عديه الليلة ، فإذا جاء فقولي له : إن وظيفتي الليلة طحن هذا كله ، ثم اخرجي إلى البيت واتركيه ، ففعلت . فلما دخل طحنت الجارية قليلاً ، ثم قالت له : أدر الرحى حتى أفتقد سيدي ، فإذا نام وأمنا أن يأتينا أحد ، صرت إلى ما تحب ، ففعل ، ومضت الجارية إلى مولاها ، وأمر ابن أبي عتيق عدة من مولياته أن

الصفحة 8