كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 86 """"""
قال : وبلغ مني الشراب ما أبلغ معه من جليسي هذا المبلغ ، فأعطاه عشرة آلاف درهم وقال : الخمر علي حرام ، لا أذوقها أبداً ، وقال فيها :
شربت الخمر حتى قال صحبي . . . ألست عن السقاة بمستفيق ؟
وحتى ما أوسد في مبيت . . . أنام به سوى الترب السحيق
وممن حرمها في الجاهلية : قيس بن عاصم المنقري ، والسبب في ذلك أنه سكر فغمز عكنة ابنته أو أخته فهربت منه ، فلما صحا أخبروه فحرم الخمر على نفسه ، وقال في ذلك :
وجدت الخمر جامحة وفيها . . . خصال تفضح الرجل الكريما
فلا والله أشربها حياتي . . . ولا أدعو لها أبداً نديما
ولا أعطي لها ثمناً حياتي . . . ولا أشفي بها أبداً سقيما فإن الخمر تفضح شاربيها . . . وتجشمهم بها أمراً عظيما
إذا دارت حمياها تعلت . . . طوالع تسفه الرجل الحليما
ومنهم : عامر بن الظرب العدواني ، قال :
سآلة للفتى ماليس في يده . . . ذهابة بعقول القوم والمال
أقسمت بالله أسقيها وأشربها . . . حتى يفرق ترب القبر أوصالي
ومنهم : صفوان بن أمية بن محرث الكتامي وعفيف بن معد يكرب الكندي والأسلوم بن نامي من همدان ومقيس بن عدي السهمي وكان سكر فجعل يخط ببوله : أنعامة أو بعيراً ، فلما أفاق وأخبر بذلك حرمها .