كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 88 """"""
ومنهم : عبد الله بن عروة بن الزبير ، حده هشام بن إسماعيل المخزومي .
ومنهم : عبد العزيز بن مروان ، حده عمرو بن سعيد الأشدق .
ومنهم : أبو محجن الثقفي واسمه عمرو بن حبيب ، وكان مغرما بالشراب ، حده عمر مرارا في الخمر ، وحده سعيد بن أبي وقاص مرارا وشهد القادسية وأبلى بلاء حسنا ، ثم حلف بعد القادسية ألا يذوق الخمر أبدا ومات تائبا عنها ، وأنشد رجل عند عبد الله بن مسلم بن قتيبة قوله :
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة . . . تروي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفنني في الفلاة فإنني . . . أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها
فقال عبد الله : حدثني من رأى قبره بأرمينية بين شجرات كرم يخرج إليه الفتيان ويشربون عنده ويتناشدون شعره ، فإذا جاءت كأسه صبوها على قبره .
ومنهم إبراهيم بن هرمة وكان مغرما بالشراب ، حده جماعة من عمال المدينة فلما طال ذلك عليه رحل إلى أبي جعفر المنصور ، وقيل : إنما رحل إلى المهدي وامتدحه بقصيدته التي يقول فيها :
له لحظات في حفافي سريره . . . إذا كرها فيها عقاب ونائل
له تربة بيضاء من آل هاشم . . . إذا اسود من لؤم التراب القبائل
فاستحسن شعره وقال له : سل حاجتك ، فقال : تأمر لي بكتاب إلى عامل المدينة ألا يحدني على شراب ، فقال له : ويلك لو سألتني عزل عامل المدينة وتوليتك

الصفحة 88