كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 90 """"""
ومنهم : يزيد بن عبد الملك بن مروان وهو صاحب حبابة وسلامة ، وأخباره مشهورة .
ومنهم : ابنه الوليد بن يزيد بن عبد الملك ذهب به الشراب كل مذهب حتى خلع وقتل ، وله في ذلك حكايات وأشعار . منها : أنه سمع بشراعة بن الزندبوذ الكوفي ، وكان من أهل البطالة المشهورين باللعب وإدمان الشراب ، فاستدعاه بالكوفة إلى دمشق فحمل إليه فلما دخل عليه قال له : يا شراعة ما أرسلت إليك لأسألك عن كتاب الله ولا سنة نبيه ، قال : لو سألتني عنهما لوجدتني فيهما حماراً ، قال : وإنما أرسلت إليك لأسألك عن القهوة ، قال : أنا دهقانها الخبير ، ولقمانها الحكيم ، وطبيبها الماهر ، قال : فأخبرني عن الشراب قال : سل عما بدا لك قال : ما تقول في الماء قال : لا بد منه ، والحمار شريكي فيه . قال : فاللبن ؟ قال : ما رأيته إلا استحييت من طول ما أرضعتني أمي به ، قال : فالسويق ؟ قال : شراب الحزين والمستعجل والمريض . قال : فشراب التمر ؟ قال : سريع الامتلاء ، سريع الانفشاش . قال : فنبيذ الزبيب ؟ قال : حاموا به على الشراب ، قال : فالخمر ؟ قال : تلك والله صديقة روحي ، قال : وأنت والله صديق روحي ، قال : فأي المجالس أحسن ؟ قال : ما شرب فيه على وجه السماء : ومن شعر الوليد :
خذوا ملككم لا ثبت الله ملككم . . . ثباتاً يساوي ما حييت عقالا
دعوا لي سلمى والنبيذ وقينة . . . وكأساً ، ألا حسبي بذلك مالا
أبا لملك أرجو أن أخلد فيكم . . . ألا رب ملك قد أزيل فزالا