كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 93 """"""
ركبت فرسي الأشقر فجمح بي حتى صدمني الحائط ، فقال : أما إنك لو ركبت فرسك الأشهب لم يصبك مكروه . ولحارثة فيها أشعاراً كثيرة وأخبار مع الأحنف بن قيس ، وكان الأحنف ينهاه عنها وهو لا ينتهي ويجيبه بشعر في مدحها وقيل : إن حارثة هذا أدرك النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بالسن في حال صباه وحداثته .
ومنهم : والبة بن الحباب الأسدي وهو الذي ربى أبا نواس وأدبه وعلمه الفتوة وقول الشعر . حكي أن المنصور قال له يوماً : ادخل إلى محمد - يعني المهدي - وحدثه ، فدخل عليه ، فأول ما أنشده قوله :
قولا لعمرو لا تكن ناسياً . . . وسقني لا تحبسن كاسيا
واردد على الهيثم مثل الذي . . . هجت به ويحك وسواسيا
وقل لساقينا على خلوة . . . أدن كذا رأسك من راسيا
فبلغ ذلك المنصور ، فقال : لا تعيدوه إليه أردنا أن نصلحه فأراد هو أن يفسده .
ومنهم : أبو الهندي وهو عبد المؤمن بن عبد القدوس بن شبث بن ربعي اليربوعي ، حج به نصر بن سيار فلما ورد الحرم قال له نصر : إنك بفناء بيت الله الحرام ومحل حرمه فدع الشراب ، فلما زال عنه وضعه بين يديه وجعل يشرب ويبكي ويقول : رضيع مدام فارق الراح روعه . . . فظل عليها مستهل المدامع
أديرا على الكأس إني فقدتها . . . كما فقد المفطوم در المراضع
ومر به نصر بن سيار وهو يميل سكراً ، فقال له : أفسدت شرفك ، فقال : لو لم أفسد شرفي لم تكن أنت اليوم والي خراسان .
ومنهم : سعيد بن وهب وكان شاعراً بصرياً .