كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 94 """"""
ومنهم : الحسين بن الضحاك النديم صاحب الحسن بن هانئ وكان خليعاً ماجناً مليح الشعر وهو الذي يقول :
ألا إنما الدنيا وصال حبيب . . . وأخذك من مشمولة بنصيب
وعيشك بين المسمعات ممتعاً . . . بفنين من عزف وشدو مصيب
وأنس وإنسان تلذ بقربه . . . وبذلة معشوق ونوم رقيب
وعدى ساعات النهار ورقبتي . . . إلى الشمس لما آذنت بمغيب
ومنهم : يحيى بن زياد وهو الذي يقول :
أعاذل ليت البحر خمر وليتني . . . مدى الدهر حوت ساكن لجة البحر
فأضحى وأمسي لا أفارق لجة . . . أروى بها عظمي وأشفي بها صدري
طوال الليالي ، ليس عني بناضب . . . ولا ناقص حتى أصير إلى الحشر
ومنهم : أبو نواس الحسن بن هانئ ممن اشتهر بالشراب واللهو والطرب ومنادمة القيان ، وله في الخمر تشبيهات حسنة وحكايات ظريفة ، نذكر هاهنا من أخباره طرفاً : حكي أن مسلم بن الوليد عاتبه وقال : يا أبا نواس ، قد خلعت عذارك وأطلت الإكباب على المجون حتى غلب على لبك وما كذلك يفعل الأدباء فأطرق ثم قال :
فأول شربك طرح الرداء . . . وآخر شربك طرح الإزار
وما هنأتك الملاهي بمثل . . . إماتة مجد وإحياء عار
وما جاد دهر بلذاته . . . على من يضن بخلع العذار