كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 95 """"""
فانصرف مسلم وقد أيس من فلاحه وهو يقول : جواب حاضر ، من كهل فاجر . ومما يحفظ من أخباره ، ويروى من أشعاره في ذلك : أنه بلغ إخوانه عنه أنه ترك الشراب واللذات وأخذ في الزهد والصلاة في أوقاتها فاجتمعوا إليه وأقبلوا يهنئونه ، فوضع بين يديه باطية وجعل لا يدخل إليه أحد يهنئه إلا شرب بين يديه رطلاً وأنشد :
قالوا نزعت ولما يعلموا وطري . . . في كل أغيد ساجي الطرف مياس
كيف النزوع وقلبي قد تقسمه . . . لحظ العيون وقرع لسن بالكاس
لا خير في العيش إلا في المجون مع ال . . . أكفاء والراح والريحان والآس
ومسمع يتغنى والكئوس لها . . . حث علينا بأخماس وأسداس
يا موري الزند قد أكبت قوادحه . . . اقبس إذا شئت من قلبي بمقباس
ما أقبح الناس في عيني وأسمجهم . . . إذا نظرت فلم أبصرك في الناس
وحدث الفضل بن سلمة عن الثوري ، قال : خرج الحسن بن هانئ ومعه مطيط صاحبه ، حتى أتيا دار خمار . فقال الحسن لمطيط : ادخل بنا نمزح بهذا الخمار . فدخلا فسلما فرد عليهما . فقال له الحسن : أعندك خمر عتيقة يا خمار ؟ فقال : عندي