كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)

"""""" صفحة رقم 97 """"""
فلاحت لهم منا على النأي قهوة . . . كأن سناها ضوء نار تضرم
إذا ما حسوناها أقاموا مكانهم . . . وإن مزجت حثوا الركاب ويمموا
قال : فحدث بهذا الحديث محمد بن الحسين فقال : لا ولا كرامة ، ما سرقه من القرآن ولكن من قول الشاعر :
وليل بهيم كلما قلت غورت . . . كواكبه عادت لنا لتذيل
به الركب إما أومض البرق يمموا . . . وإن لم يلح فالقوم بالسير جهل
وقال أبو نواس فيها :
ألا دارها بالماء حتى تلينها . . . فما تكرم الصهباء حتى تهينها
أغالي بها حتى إذا ما مللتها . . . أهنت لإكرام النديم مصونها
وقال أيضاً :
نبهته والليل ملتبس به . . . وأزحت عنه حثاثه فانزاحا
قال ابغني المصباح ، قلت له اتئد . . . حسبي وحسبك ضوءها مصباحا
فسكبت منها في الزجاجة شربة . . . كانت له حتى الصباح صباحا
من قهوة جاءتك قبل مزاجها . . . عطلاً فألبسها المزاج وشاحا
شك البزال فؤادها فكأنها . . . أبدت إليك بريحها تفاحا
وقال أيضاً :
رداً على الكأس ، إنكما . . . لا تدريان الكأس ما تجدي
خوفتماني الله جهدكما . . . وكخيفتيه رجاؤه عندي
لا تعذلا في الراح إنكما . . . في غفلة عن كنه ما تسدي

الصفحة 97