كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 98 """"""
لو نلتما ما نلت ما مزجت . . . إلا بدمعكما من الوجد
ما مثل نعماها إذا اشتملت . . . إلا اشتمال فم على خد
إن كنتما لا تشربان معي . . . خوف الإله شربتها وحدي
وأخبار الحسن بن هانئ فيها كثيرة ، وفيما أوردناه منها كفاية .
ومنهم : الثرواني ، كان شاعراً مطبوعاً بليغاً ، من أهل الخلاعة المشهورين .
وكان آخر أمره أن أصيب في حانة خمار بين زقي خمر وهو ميت . وهو القائل فيها :
كر الشراب على نشوان مضطجع . . . قد هب يشربها والديك لم يصح
والليل في عسكر حمر بوارقه . . . من النجوم ، وضوء الصبح لم يضح
والعيش لا عيش إلا أن تباكرها . . . نشوان تقتل هم النفس بالفرح
حتى يظل الذي قد بات يشربها . . . ولا مراح به يختال كالمرح
ومنهم : مطيع بن إياس . وكان شاعراً أديباً ظريفاً مشتهراً بالخلاعة واللعب . وكان أصحابه على ذلك ، وهم يحيى بن زياد ، ووالبة بن الحباب ، وحماد عجرد .
ومنهم : أبو عبد الرحمن العطوي . كان شاعراً فصيحاً ، لا يكاد يتقدمه أحد لجزالة ألفاظه وحلاوة معاني . وكان مولعاً بالخمر مشتهراً بها مدمناً عليها ، أكثر أشعاره فيها . فمن شعره :
أخطب لكأسك ندماناً تسر به . . . أولا فنادم عليها حكمة الكتب
أخطبه حراً كريماً ذا محافظة . . . ترى مودته من أقرب النسب