كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 4)
"""""" صفحة رقم 99 """"""
وقال أيضاً :
وكم قالوا تمن ، فقلت كأساً . . . يطوف بها قضيب في كثيب
وندماناً يساقطني حديثاً . . . كصدق الوعد أو غض الرقيب
ومنهم : أبو هفان . وكان شاعراً محسناً ، وخليعاً ماجناً . حكى أنه شرب مع أحمد بن أبي طاهر حتى فنى ما عندهما ، وكانا بجوار العلاء بن أيوب . فقال ابن أبي طاهر لأبي هفان : تماوت حتى نحتال على أبي العلاء في أن ينيلنا شيئاً . فمضى إليه ابن أبي طاهر فقال : أصلحك الله نزلنا جوارك فوجب حقنا عليك ، وقد مات أبو هفان وليس له كفن . فقال لوكيله : امض معه وشاهد أمره وادفع إليه كفناً . فأتاه فوجده ملقى عليه ثوب فنقر أنفه فضرط . فقال : ما هذا ؟ فقال : أصلحك الله عجلت له صعقة القبر فإنه مات وعليه دين ، فضحك وأمر له بدنانير .
ومنهم : الأقيشر . وكان مغرماً بالشراب مدمناً عليه . وهو القائل : ومقعد قوم قد مشى من شرابنا . . . وأعمى سقيناه ثلاثاً فأبصرا
كميت كأن العنبر الورد ريحه . . . ومسحوق هندي من المسك أذفرا
ومنهم : النعمان بن علي بن نضلة . وكان عاملاً لعمر بن الخطاب رضي الله عنه على ميسان ، وكان مدمن الشراب . وهو القائل :
ألا أبلغ الحسناء أن خليلها . . . بميسان يسقى في زجاج وحنتم
فإن كنت ندماني فبالأكبر سقني . . . ولا تسقني بالأصغر المتثلم
لعل أمير المؤمنين يسوءه . . . تنادمنا بالجوسق المتهدم
فبلغ الشعر عمر رضي الله عنه .