فقلت اعتذارا عند ذاك وإنّني ... لنفسي مما قد سمعت للائم
كذبت وبيت الله لو كنت عاشقا ... لما سبقتني بالبكاء الحمائم
وقال نصيب [1] : [من الطويل]
ولو قبل مبكاها بكيت صبابة ... بسعدي شفيت النّفس قبل التندّم
ولكن بكت قبلي فهيّج لي البكا ... بكاها فقلت الفضل للمتقدّم
وقال أعرابي: [من الطويل]
عليك سلام الله قاطعة القوى ... على أنّ قلبي للفراق كليم
قريح بتغريد الحمام إذا بكت ... وإن هبّ يوما للجنوب نسيم
وقال المجنون [2] ، أو غيره: [من الطويل]
ولو لم يهجني الرائحون لها جني ... حمائم ورق في الدّيار وقوع
تجاوبن فاستبكين من كان ذا هوى ... نوائح لا تجري لهنّ دموع
وقال الآخر [3] : [من الطويل]
ألا يا سيالات الدّحائل باللّوى ... عليكنّ من بين السّيال سلام
أرى الوحش آجالا إليكنّ بالضحى ... لهنّ إلى أفيائكنّ بغام [4]
وإنّي لمجلوب لي الشّوق كلما ... ترنّم في أفنانكنّ حمام
وقال عمرو بن الوليد [5] : [من الخفيف]
حال من دون أن أحلّ به النّأ ... ي وصرف النّوى وحرب عقام
فتبدّلت من مساكن قومي ... والقصور التي بها الآطام [6]
كلّ قصر مشيّد ذي أواس ... تتغنّى على ذراه الحمام [7]
__________
[1] البيتان لنصيب في ديوانه 130، وله أو لعدي بن الرقاع في الحماسة البصرية 2/142، ولعدي بن الرقاع في شرح الحماسة للمرزوقي 1290، والكامل 2/99 (طبعة المعارف) ، وبلا نسبة في شرح ديوان الحماسة للتبريزي 3/251، والثاني بلا نسبة في الرسالة الموضحة 130.
[2] البيتان للمجنون في ديوانه 191، والحماسة البصرية 2/198، ولقيس بن الذريح في ديوانه 114، ولهما في أمالي القالي 1/136.
[3] الأبيات بلا نسبة في ربيع الأبرار 3/144، ومعجم البلدان 2/444 (دحائل) .
[4] آجال: جمع إجل، وهو القطيع من بقر الوحش «القاموس: أجل» .
[5] الأبيات لأبي قطيفة، عمرو بن الوليد في الأغاني 1/28، وحماسة القرشي 438.
[6] في الأغاني «الآطام: الدور المسطحة السقوف» .
[7] في الأغاني «أواس: واحدها آسي، والآسي والأساس واحد» .