كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

وقال: لا ترسل الزّاقّ [1] حتى تستأنف به الرّياضة ولا تدع ما تعدّه للزّجال أن يحصن بيضا، ولا يجثم عليه، فإنّ ذلك ممّا ينقضه [2] ويفتّحه [3] ، ويعظم له رأسه، لأنّه عند ذلك يسمن وتكثر رطوبته فتقذف الحرارة تلك الرّطوبة الحادّة العارضة إلى رأسه، فإن ثقب البيض وزقّ وحضن، احتجت إلى تضميره واستئناف سياسته. ولكن إن بدا لك أن تستفرخه فانقل بيضه إلى غيره، بعد أن تعلمه بعلامة تعرفه بها إذا انصدع.
741-[علاج الحمام الفزع]
وإن أصاب الحمام أيضا فزع وذعر؛ عن طلب شيء من الجوارح له، فإيّاك أن تعيده إلى الزّجل حتّى ترضمه [4] وتستفرخه؛ فإن ذلك الذّعر لا يفارقه ولا يسكن حتى تستأنف به التّوطين.
742-[طريقة استكثار الفراخ]
وإن أردت أن تستكثر من الفراخ فاعزل الذّكورة عن الإناث شهرا أو نحوه، حتى يصول بعضها على بعض، ثم اجمع بينها؛ فإنّ بيضها سيكثر ويقلّ سقطه ومروقه.
وكذلك كلّ أرض أثيرت، وكذلك الحيال لما كان من الحيوان حائلا [5] . قال الأعشى [6] : [من الخفيف]
من سراة الهجان صلّبها الع ... ضّ ورعي الحمى وطول الحيال
وقال الحارث بن عباد [7] وجعل ذلك مثلا: [من الخفيف]
قرّبا مربط النّعامة منّي ... لقحت حرب وائل عن حيال
__________
[1] زقّ الطائر فراخه: أطعمها بمنقاره.
[2] ينقضه: يضعف قوته.
[3] تفتحه: تسمنه، وفي القاموس «ناقة مفاتيح، وأينق مفاتيحات: سمان» «القاموس: فتح» .
[4] رضمت الطير: ثبتت «القاموس: رضم» .
[5] صارت إبله حائلا: أي لم تحمل «القاموس: حول» .
[6] ديوان الأعشى 55، واللسان والتاج (صلب، عضض) ، والجمهرة 146، والمقاييس 4/50، والعين 1/72، والتنبيه والإيضاح 1/103، وبلا نسبة في اللسان (حيل، هجن، حما، سرا) ، والتاج (حمي) .
[7] البيت للحارث بن عباد في الأصمعيات 71، والحماسة البصرية 1/16، وذيل الأمالي 27، والخزانة 1/472، 473، والسمط 757، والأغاني 5/47، 4/59، وديوان المعاني 2/63، واللسان (قلص، نعم، عنن) ، والتاج (نعم، عنن) ، وأساس البلاغة (حول، لقح) ، والصاحبي في فقه اللغة 208، وانظر حاشية الحماسة البصرية.

الصفحة 136