كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

فقلت له، ولا أعيا جوابا: ... إذا شابت لدات المرء شابا
ولكن تحت ذاك الشيب حزم ... إذا ما قال أمرض أو أصابا
وليس في جودة الظّنّ بيت شعرا أحسن من بيت بلعاء بن قيس: [من الطويل]
وأبغي صواب الظّنّ، أعلم أنّه ... إذا طاش ظنّ المرء طاشت مقادره [1]
وقال الله عزّ وجلّ: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ
[2] .
وقال ابن أبي ربيعة في الظّنّ [3] : [من الخفيف]
ودعاني إلى الرّشاد فؤاد ... كان للغيّ مرّة قد دعاني
ذاك دهر لو كنت فيه قريني ... غير شكّ عرفت لي عصياني
وتقلّبت في الفراش ولا تع ... لم إلّا الظّنون أين مكاني
573-[شعر مختار]
وقال ابن أبي ربيعة في غير هذا الباب [4] : [من الوافر]
وخلّ كنت عين النّصح منه ... إذا نظرت ومستمعا مطيعا
أطاف بغيّة فنهيت عنها ... وقلت له أرى أمرا شنيعا
أردت رشاده جهدي، فلما ... أبى وعصى أتيناها جميعا
وقال معقّر بن حمار البارقي [5] : [من البسيط]
الشّعر لبّ المرء يعرضه ... والقول مثل مواقع النّبل
منها المقصّر عن رميّته ... ونوافذ يذهبن بالخصل
574-[أبيات للمحدثين حسان]
وأبيات للمحدثين حسان، قال العتّابيّ [6] : [من الطويل]
وكم نعمة آتاكها الله جزلة ... مبرّأة من كلّ خلق يذيمها
__________
[1] البيت لبلعاء بن قيس في البرصان 5، 33، وفصل المقال 128، ومجموعة المعاني 210، والمؤتلف 106، وبهجة المجالس 1/419، ونسب إلى عفرس بن جبهة الكلابي في حماسة البحتري 403، وبلا نسبة في عيون الأخبار 1/35.
[2] 20/سبأ: 34.
[3] ديوان عمر بن أبي ربيعة 289- 290.
[4] ديوان عمر بن أبي ربيعة 495- 496.
[5] البيتان لمعقر بن حمار في ربيع الأبرار 5/263.
[6] البيتان الأخيران في البيان والتبيين 1/120، ونسبا إلى عمرو بن كلثوم في محاضرات الأدباء 1/133.

الصفحة 28