كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

وقال آخر [1] : [من الخفيف]
نعم جار الخنزيرة المرضع الغر ... ثى إذا ما غدا، أبو كلثوم
طاويا قد أصاب عند صديق ... من ثريد ملبّد مأدوم
ثمّ أنحى بجعره حاجب الشّم ... س فألقى كالمعلف المهدوم
993-[جرير والحضرمي]
وقال أبو الحسن: وفد جرير على هشام، فقال الحضرمي: أيّكم يشتمه؟
فقالوا: ما أحد يقدم عليه! قال: فأنا أشتمه ويرضى ويضحك! قال: فقام إليه فقال:
أنت جرير؟ قال: نعم. قال: فلا قرّب الله دارك ولا حيّا مزارك! يا كلب! فجعل جرير ينتفخ، ثمّ قال له: رضيت في شرفك وفضلك وعفافك أن تهاجي القرد العاجز؟! يعني الفرزدق. فضحك.
فحدّث صديق لي أبا الصّلع السّنديّ بهذا الحديث، قال: فشعري أعجب من هذا لأني شتمت البخلاء، فشتمت نفسي بأشدّ ممّا شتمتهم. فقال: وما هو؟ قال قولي: [من مجزوء الرمل]
لا ترى بيت هجاء ... أبدا يسمع منّي
الهجا أرفع ممّن ... قدره يصغر عنّي
994-[احتيال بعض الناس]
قال أبو الحسن: كان واحد يسخر بالنّاس، ويدّعي أنّه يرقي من الضّرس إذا ضرب على صاحبه. فكان إذا أتاه من يشتكي ضرسه قال له إذا رقاه: إيّاك أن تذكر إذا صرت إلى فراشك القرد؛ فإنّك إن ذكرته بطلت الرّقية! فكان- إذا آوى إلى فراشه- أوّل شيء يخطر على باله ذكر القرد، ويبيت على حاله من ذلك الوجع، فيغدو إلى الذي رقاه فيقول له: كيف كنت البارحة؟ فيقول: بتّ وجعا! فيقول: لعلّك ذكرت القرد! فيقول: نعم! فيقول: من ثمّ لم تنتفع بالرّقية!
995-[شعر لبعض ظرفاء الكوفيين]
وقال بعض ظرفاء الكوفيّين [1] : [من الوافر]
فإن يشرب أبو فرّوخ أشرب ... وإن كانت معتّقة عقارا
__________
[1] الأبيات في البيان 3/311.
[2] البيتان لبعض الكوفيين في عيون الأخبار 3/16، واللسان والتاج (فرخ) .

الصفحة 293