كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

كأنّه يجمع استدخال الرّيح والنّسيم، فلعلّه أن يجد ريح جرائه.
وقال الرّاجز [1] : [من الرجز]
يستخبر الرّيح إذا لم يسمع ... بمثل مقراع الصّفا الموقّع [2]
1041-[شمّ الظليم]
والظّليم يكون على بيضه فيشمّ ريح القانص من أكثر من غلوة، ويبعد عن رئاله فيشمّ ريحها من مكان بعيد.
وأنشدني يحيى بن نجيم بن زمعة قال [3] : [من الرجز]
أشمّ من هيق وأهدى من جمل
[4] وأنشدني عمرو بن كركرة: [من الرجز]
ما زال يشتمّ اشتمام الهيق
قال: وإنّما جعله ذئب غضا لأنهم يقولون: ذئب الخمر أخبث.
ويقولون: شيطان الحماطة: يريدون الحيّة [5] .
1042-[الحيّات الخفيفة والثقيلة]
وكلّ حيّة خفيفة الجسم فهي شيطان. والثّقال لا تنشط من أرض إلى أرض، وتثقل عمّا تبلغه المستطيلات الخفاف. وقال طرفة [6] : [من الطويل]
تلاعب مثنى حضرميّ كأنّه ... تعمّج شيطان بذي خروع قفر
__________
[1] الرجز لأبي الرديني العكلي في البيان 1/82، والخزانة 3/105 (بولاق) ، وبلا نسبة في البرصان 198، واللسان والتاج (مخر، قرع) ، وديوان الأدب 1/311.
[2] في البرصان: (وصف الراجز استرواح الذئب وحرصه على استنشاق الريح) . المقراع: الفأس.
(اللسان: قرع) .
[3] الرجز بلا نسبة في البرصان 303، وثمار القلوب (652) ، واللسان (نعم) ، والتهذيب 3/14.
[4] الهيق: ذكر النعام. (اللسان: هيق) .
[5] ثمار القلوب (623) .
[6] لم يرد البيت في ديوان طرفة، وهو بلا نسبة في اللسان (حبب، عمج، خرع، شطن، ثنى) ، والتاج (حبب، خرع، ثنى) ، والمقاييس 2/28، 3/148، 4/137، والمجمل 2/30، والمخصص 7/110، 8/109، وديوان الأدب 2/60، 440.

الصفحة 324