كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

الكرماني عن أنس- ولا أدري من أنس هذا- في صفة ناقة: [من الطويل]
شناحية فيها شناح كأنّها ... حباب بكفّ الشّأو من أسطع حشر [1]
والحباب: الحيّة الذّكر.
1043-[المضاف إلى النبات من الحيوان]
وكما يقولون [2] : ذئب الخمر، يقولون: أرنب الخلّة [3] ، وتيس الرّبل، وضبّ السّحا [3] . والسّحا بقلة تحسن حاله من أكلها.
وكذلك يقولون: «ما هو إلّا قنفذ برقة» [4] لأنه يكون أخبث له.
1044-[خصائص البلدان]
وذلك كلّه على قدر طبائع البلدان والأغذية العاملة في طبائع الحيوان. ألا ترى أنّهم يزعمون أنّ من دخل أرض تبّت [5] لم يزل ضاحكا مسرورا، من غير عجب حتّى يخرج منها. ومن أقام بالموصل حولا ثم تفقّد قوّته وجد فيها فضلا. ومن أقام بالأهواز حولا فتفقّد عقله ذو فراسة وجد النّقصان فيه بيّنا. كما يقال في حمّى خيبر، وطحال البحرين، ودماميل الجزيرة، وجرب الزّنج. وقال الشمّاخ [6] : [من الوافر]
كأنّ نطاة خيبر زوّدته ... بكور الورد ريّثة القلوع [7]
وقال أوس بن حجر [8] : [من الطويل]
كأنّ به إذ جئته خيبريّة ... يعود عليه وردها وقلالها [9]
__________
[1] الشناحية: الناقة الطويلة الجسم. (القاموس: شنح) . الشأو: الزمام. (القاموس: شأو) . الأسطع:
العنيق الطويل. (القاموس: سطع) .
[2] ثمار القلوب 330 (577، 614) .
[3] الخلة والسحا: شجرة شاكة. (القاموس: خلل، سحى) .
[4] برقة: الأرض ذات الحجارة المختلفة الألوان. وللعرب مئة برقة، من بينها (برقة أنقد) وهو القنفذ.
انظر معجم البلدان 1/390 وما بعد.
[5] تبت: بلد بأرض الترك، أو هي مملكة متاخمة للصين والهند. معجم البلدان 2/10، وانظر الفقرة في ثمار القلوب 310 (577، 794) ، وعيون الأخبار 1/219.
[6] ديوان الشماخ 223، واللسان (صلل، نطا) ، والتاج (نطا) ، وبلا نسبة في اللسان والتاج (قلع) ، والتهذيب 1/25، 14/31، ومعجم البلدان 5/291 (نطاة) .
[7] في ديوانه: (نطاة خيبر: قيل: هي خيبر نفسها علم لها، وقيل واد بخيبر، وقيل: حصن بها. زودته:
أعطته زادا. بكور الورد: يعني حمى تباكر بوردها جسمه. ريثة القلوع: بطيئة الذهاب والانكشاف) .
[8] ديوان أوس 100، وثمار القلوب 436 (791) ، والسمط 918.
[9] في ديوانه: (الورد: ورود الحمى) .

الصفحة 325