كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

وقال أوس بن حجر، في هذا الشّكل من الشّعر- وهو يقع في باب الشّكر والحمد-[1] : [من الطويل]
لعمرك ما ملّت ثواء ثويّها ... حليمة إذ ألقى مراسي مقعد [2]
ولكن تلقت باليدين ضمانتي ... وحلّ بفلج فالقنافذ عوّدي [3]
وقد غبرت شهري ربيع كليهما ... بحمل البلايا والخباء الممدّد
ولم تلهها تلك التّكاليف؛ إنّها ... كما شئت من أكرومة وتخرّد [4]
سأجزيك أو يجزيك عني مثوّب ... وحسبك أن يثنى عليك وتحمدي
وقال أبو يعقوب الأعور [5] : [من الطويل]
فلم أجزه إلّا المودّة جاهدا ... وحسبك منّي أن أودّ وأجهدا
577-[أبيات تضاف إلى الإيجاز]
وأبيات تضاف إلى الإيجاز وحذف الفضول. قال بعضهم ووصف كلابا في حال شدّها وعدوها، وفي سرعة رفع قوائمها ووضعها- فقال [6] : [من الرجز]
كأنّما ترفع ما لم يوضع
ووصف آخر ناقة بالنشاط والقوّة فقال [7] : [من الرجز]
خرقاء إلّا أنها صناع
وقال الآخر [8] : [من الرجز]
الليل أخفى والنهار أفضح
__________
[1] ديوان أوس بن حجر 26، والبيان والتبيين 3/319 والأغاني 11/73، ومعاهد التنصيص 1/134، وشرح الأبيات التالية من ديوانه.
[2] الثوي: الضيف. الثواء: الإقامة. ألقى مراسيه: استقر.
[3] الضمانة: العاهة والداء. فلج والقنافذ: موضعان. العود: جمع عائد، وهو الذي يزور المريض.
[4] التخرد: مصرد تخرّد؛ والخريدة من النساء: البكر التي لم تمس قط، وقيل: هي الحيية الطويلة السكوت؛ الخافضة الصوت؛ الخفرة المستترة: الأكرومة من «كرم» كالأعجوبة من «عجب» .
[5] البيت للخريمي أبي يعقوب في ديوانه 22، والبيان والتبيين 3/320، ورسائل الجاحظ 1/305.
[6] الرجز في محاضرات الأدباء 2/285، والصناعتين 79.
[7] الرجز في الرسالة الموضحة 28، والبيان والتبيين 1/150، 3/72، والصناعتين 314، 419.
[8] الرجز من الأمثال في مجمع الأمثال 1/255، وجمهرة الأمثال 2/72، والمستقصى 1/343، والدرة الفاخرة 1/172، 2/454، وهو في البيان والتبيين 1/151 وقبله: «إنك يا ابن جعفر لا تفلح» .

الصفحة 33