كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

والغرق [1] ، وأعوذ بك من الحرق والهرم، وأعوذ بك أن يتخبّطني الشّيطان عند الموت وأعوذ بك من أن أموت في سبيلك مدبرا، وأعوذ بك من أن أموت لديغا» [2] .
وطلحة بن عمرو قال: حدثني عطاء أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهمّ إني أعوذ بك من الأسد والأسود، وأعوذ بك من الهدم» [3] .
1073-[استطراد لغوي]
قال: ويقال للحيّة: صفرت تصفر صفيرا، والرجل يصفر بالطير للتنفير، وبالدوابّ وببعض الطير للتعليم. وتتخذ الصّفّارة يصفر بها للحمام وللطير في المزارع. قال أعشى همدان يهجو رجلا: [من الكامل]
وإذا جثا للزّرع يوم حصاده ... قطع النّهار تأوّها وصفيرا
1074-[لسان الحية]
والحيّة مشقوقة اللسان سوداؤه. وزعم بعضهم أن لبعض الحيّات لسانين. وهذا عندي غلط، وأظنّ أنّه لما رأى افتراق طرف اللسان قضى بأنّ له لسانين.
1075-[عجيبة للضب]
ويقال: إن للضّبّ أيرين، ويسمّى أير الضّبّ نزكا. قال الشاعر [4] : [من الطويل]
كضبّ له نزكان كانا فضيلة ... على كلّ حاف في الأنام وناعل [5]
قال أبو خلف النمريّ: سئل أبو حيّة النميري عن أير الضّبّ، فزعم أنّ أير الضّب كلسان الحيّة: الأصل واحد، الفرع اثنان.
__________
[1] رواه السيوطي في الجامع الصغير 1541 رواية عن النسائي والحاكم.
[2] النهاية 4/245.
[3] في حياة الحيوان 1/38 «الأسود السالخ» : (روى أبو داود والنسائي والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمر قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال: يا أرض، ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك، وشر ما فيك، وشر ما خلق فيك، وشر ما يدب عليك، أعوذ بالله من أسد وأسود، ومن الحية والعقرب..» . والأسود نوع من الأفعوان شديد السواد، سمي بذلك لأنه يسلخ جلده كل عام.
[4] البيت لحمران ذي الغصة في اللسان والتاج (نزك) ، والتهذيب 10/101، 15/109، وبلا نسبة في الجمهرة 825، واللسان والتاج (سبحل) ، والمقاييس 5/416، وأساس البلاغة (نزك) ، وعيون الأخبار 2/98، والمخصص 8/97، ومحاضرات الأدباء 2/303، وربيع الأبرار 5/469.
[5] الناعل: من لبس نعلا.

الصفحة 338