كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

1088-[آثار الحيات والعظاء في الكثبان]
وإذا انسابت في الكثبان والرّمل، يبين مواضع مزاحفها، وعرفت آثارها.
وقال آخر [1] : [من الوافر]
كأنّ مزاحف الحيّات فيها ... قبيل الصّبح آثار السّياط
وكذلك يعرفون آثار العظاء. وأنشد ابن الأعرابيّ: [من الطويل]
بها ضرب أذناب العظاء كأنها ... ملاعب ولدان تخطّ وتمصع [2]
وقال الآخر، وهو يصف حيّات [3] : [من المتقارب]
كأنّ مزاحفها أنسع ... جررن فرادى ومثناتها
وقال ثمامة الكلبيّ [4] : [من الوافر]
كأنّ مزاحف الهزلى صباحا ... خدود رصائع جدلت تؤاما
والهزلى من الحيّات. قال جرير أو غيره [5] : [من الطويل]
ومن ذات أصفاء سهوب كأنها ... مزاحف هزلى بينها متباعد [6]
وقال بعض المحدثين، وذكر حال البرامكة كيف كانت، وإلى أيّ شيء صارت: [من الكامل]
وإذا نظرت إلى التّرى بعراصهم ... قلت: الشجاع ثوى بها والأرقم
وقال البعيث [7] : [من الطويل]
لقى حملته أمّة وهي ضيفة ... فجاءت بيتن للضيافة أرشما [8]
__________
[1] البيت للمتنخل الهذلي في شرح أشعار الهذليين 1273، والشعر والشعراء 2/664، وجمهرة اللغة 527، واللسان (زحف) ، وبلا نسبة في أساس البلاغة (زحف) ، والمخصص 16/101.
[2] تمصع: تسرع. (القاموس: مصع) .
[3] نهاية الأرب 10/146، والأنسع جمع نسع، بالكسر، وهو سير يصفر ويجعل زماما للبعير.
[4] البيت في أساس البلاغة (هزل) .
[5] البيت للّعين المنقري في الوحشيات 267، وبلا نسبة في اللسان (صوى) .
[6] الأصفاء: جمع صفا، والصفا جمع صفاة، وهي الصخرة الملساء.
[7] البيت الأول للبعيث في التاج (رشم، يتن) ، واللسان (ضيف، رشم، يتن) ، ولجرير في ذيل ديوانه 1041، واللسان (نزر، لقا) ، والتاج (نزر) ، والعين 6/262، وبلا نسبة في المقاييس 2/396، 3/382، والمجمل 2/380، 3/298، والمخصص 3/66، 17/30، وديوان الأدب 2/268، 3/209، واللسان والتاج (نزل) ، والبيت الثاني للبعيث في اللسان والتاج (سمسم) .
[8] اللقى: الذي لا يدري ابن من هو، ضيفة: أي أن أمه دعيت إلى ضيافة، فحملت به، وهذه كناية الزنى. اليتن: من يخرج رجلاه عند الولادة قبل رأسه. الأرشم: من يتشمم الطعام.

الصفحة 344