كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

وقال الشّمّاخ بن ضرار [1] : [من البسيط]
خوص العيون تبارى في أزمّتها ... إذا تفصّدن من حرّ الصّياخيد [2]
وكلّهن تباري ثني مطّرد ... كحية الماء ولّى غير مطرود [3]
وقال الأخطل [4] : [من الطويل]
ضفادع في ظلماء ليل تجاوبت ... فدل عليها صوتها حيّة البحر
وقال أيضا [5] : [من الطويل]
هلمّ ابن صفّار فإنّ قتالنا ... جهارا وما منّا ملاوذة العذر
فإنّك في قيس لتال مذبذب ... وغيرك منهم ذو الثّناء وذو الفخر
ونحن منعنا ماء دجلة منكم ... ونمنع ما بين العراق إلى البشر
ألا يا ابن صفّار فلا ترم العلى ... ولا تذكرن حيّات قومك في الشّعر
فما تركت حيّاتنا لك حيّة ... تحرّك في أرض براح ولا بحر
وقال نفيع يعيّره بالكحيل [6] : [من الطويل]
فإن تك قتلاكم بدجلة غرّقت ... فما أشبهت قتلى حنين ولا بدر
ثووا إذ لقونا بالكحيل كما ثوى ... شمام إلى يوم القيامة والحشر [7]
بدجلة حالت حربنا دون قومنا ... وأوطاننا ما بين دجلة فالحضر
ولو كنتم حيّات بحر لكنتم ... غداة الكحيل إذ تقومون في الغمر
1128-[ما يشبّه بالأيم]
فالأيم الحيّة الذكر يشبهون به الزّمام، وربّما شبّهوا الجارية المجدولة الخميصة
__________
[1] ديوان الشماخ 114، والأول في أساس البلاغة (صخد) ، والثاني في المعاني الكبير 668.
[2] في ديوانه: «أخذت هذه الإبل الغائرات العيون تتسابق سائلة العرق من حر الهواجر» .
[3] في ديوانه: «يباري: يعارض. ثني مطرد: يعني زماما طويلا، وشبهه بحية الطود، وهو الجبل، لأنه في خشونة، فهو يتلوى إذا مشى، وجعله غير مطرود، لأنه أراد أنه لم يطرد فيستعجل، ويمر مرا مستقيما» .
[4] ديوان الأخطل 181، وبلا نسبة في عيون الأخبار 2/97، والبيان 1/270. وتقدم في 3/130.
[5] ديوان الأخطل 188.
[6] المؤتلف والمختلف 195.
[7] الكحيل: موضع بالجزيرة، كان فيه يوم للعرب. (معجم البلدان 4/439) ، شمام: اسم جبل لباهلة. (معجم البلدان 3/361) .

الصفحة 377