كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

الخواصر، في مشيها، بالأيم؛ لأنّ الحيّة الذّكر ليس له غبب، وموضع بطنه مجدول غير متراخ. وقال ابن ميّادة [1] : [من الطويل]
قعدت على السّعلاة تنفض مسحها ... وتجذب مثل الأيم في بلد قفر [2]
تيمّم خير النّاس من آل حاضر ... وتحمل حاجات تضمّنها صدري [3]
1129-[شعر في حمرة العين]
وقال الآخر في حمرة عين الأفعى [4] : [من البسيط]
لولا الهراوة والكفّات أوردني ... حوض المنيّة قتّال لمن علقا [5]
أصمّ منهرت الشّدقين ملتبد ... لم يغذ إلّا المنايا من لدن خلقا [6]
كأنّ عينيه مسماران من ذهب ... جلاهما مدوس التّألاق فائتلقا [7]
وقال في حمرة عيون النّاس في الحرب وفي الغضب، ابن ميّادة [8] : [من الطويل]
وعند الفزاري العراقي عارض ... كأنّ عيون القوم في نبضة الجمر
وفي حمرة العين من جهة الخلقة، يقول أبو قردودة، في ابن عمار حين قتله النّعمان [9] : [من البسيط]
إنّي نهيت ابن عمّار وقلت له: ... لا تأمنن أحمر العينين والشعره
إنّ الملوك متى تنزل بساحتهم ... تطر بنارك من نيرانهم شرره
يا جفنة كإزاء الحوض قد هدمت ... ومنطقا مثل وشي اليمنة الحبره
__________
[1] ديوان ابن ميادة 152، ومنه شرح المفردات التالية.
[2] «السعلاة: اسم ناقة لابن ميادة. المسح: الكساء من الشعر. الأيم: الحية» .
[3] «الحاضر: الحي العظيم أو القوم» .
[4] الأبيات بلا نسبة في البيان 3/60.
[5] الكفات: جمع كفة، وهي إحدى آلات الصيد.
[6] منهرت: واسع. (القاموس: هرت) .
[7] المدوس: خشبة يشد عليها مسن، يدوس بها الصيقل السيف حتى يجلوه. (اللسان: دوس) .
[8] ديوان ابن ميادة 154.
[9] الأبيات في معجم الشعراء 59، ونوادر المخطوطات 2/222، والوحشيات 146، وقصائد جاهلية نادرة 167، والبيان 1/223، 349.

الصفحة 378