كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

وقال آخر [1] : [من الطويل]
أسود شرى لاقت أسود خفيّة ... تساقوا على حرد دماء الأساود [2]
ضرب المثل بجنسين من الأسود، إذ كانا عنده الغاية في الشدّة والهول، فلم يقنع بذلك حتى ردّ ذلك كلّه إلى سموم الحيّات.
1133-[ما يشبّه بالأسود]
وفي هول منظر الأسود يقول الشاعر [3] : [من الكامل]
من دون سيبك لون ليل مظلم ... وحفيف نافجة وكلب موسد
والضّيف عندك مثل أسود سالخ ... لا بل أحبّهما إليك الأسود
ويصفون ذوائب الناس، فإذا بلغوا الغاية شبهوها بالأساود. قال جران العود [4] :
[من الطويل]
ألا لا تغرّنّ امرأ نوفليّة ... على الرّأس منها، والترائب وضّح [5]
ولا فاحم يسقى الدّهان كأنّه ... أساود يزهاها لعينك أبطح [6]
قال: والخرشاء: القشرة الغليظة بعد أن تنقب فيخرج ما فيها، وجماعه الخراشيّ، غير مهموز. قال: وخرشاء الحيّة: سلخها حين تسلخ. وقال: هذا أسود سالخ، وهذان أسودان سالخان، وأساود سالخة. وقال مرقّش [7] : [من السريع]
إن يغضبوا يغضب لذاكم كما ... ينسلّ عن خرشائه الأرقم
__________
[1] البيت للأشهب بن رميلة في ديوانه 232، والبيان 4/55، والحماسة البصرية 1/269، وأمالي القالي 1/8، والسمط 35، والخزانة 6/27، وشرح شواهد المغني 2/517، واللسان (حرد، خفا) ، ومعجم ما استعجم 2/506، والمقاصد النحوية 1/483، والمنصف 1/67، والأضداد 229، وصدر البيت في معجم البلدان 3/330 (شرى) .
[2] شرى: جبل بنجد أو تهامة موصوف بكثرة السباع. (معجم البلدان 3/30) . خفية: أجمة في سواد الكوفة، ينسب إليها الأسود. (معجم البلدان 2/380) .
[3] تقدم البيتان في الفقرة 268.
[4] ديوان جران العود 37، واللسان والتاج (نفل) ، والتهذيب 15/358، والخزانة 10/19، والخصائص 2/414.
[5] النوفلية: شيء يتخذه نساء الأعراب من صوف يكون في غلظ أقل من الساعد، ثم يحشى ويعطف، فتضعه المرأة على رأسها. انظر التهذيب 15/358.
[6] الأبطح: بطن واد فيه رمل وحجارة.
[7] المفضليات 240.

الصفحة 380