كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

1134-[علة تعليق الحلي والخلاخيل على السليم]
وكانوا يرون أنّ تعليق الحلي، وخشخشة الخلاخيل على السّليم، ممّا لا يفيق ولا يبرأ إلّا به. وقال زيد الخيل [1] : [من الطويل]
أيم يكون النعل منه ضجيعة ... كما علّقت فوق السليم الخلاخل
وخبّرني خالد بن عقبة، من بني سلمة بن الأكوع، وهو من بني المسبع، أنّ رجلا من حزن، من بني عذرة، يسمّى أسباط، قال في تعليقهم الحلي على السّليم [2] : [من الطويل]
أرقت فلم تطعم لي العين مهجعا ... وبتّ كما بات السليم مقرّعا
كأني سليم ناله كلم حيّة ... ترى حوله حلي النّساء مرصّعا
وقال الذّبيانيّ [3] : [من الطويل]
فبتّ كأنّي ساورتني ضئيلة ... من الرّقش في أنيابها السّمّ ناقع [4]
يسهّد من ليل التّمام سليمها ... لحلي النّساء في يديه قعاقع [5]
1135-[استطراد فيه لغة وشعر]
قال: ويقال لسان طلق ذلق [6] . يقال للسليم إذا لدغ: قد طلّق، وذلك حين ترجع إليه نفسه. وهو قول النابغة [7] : [من الطويل]
تناذرها الرّاقون من سوء سمّها ... تطلّقه طورا وطورا تراجع
__________
[1] ديوان زيد الخيل 191، وأمالي الزجاجي 107.
[2] البيت الثاني في عيار الشعر 53.
[3] ديوان النابغة الذبياني 33، والخزانة 2/457، والسمط 489، وشرح شواهد المغني 2/902، والمقاصد النحوية 4/73، واللسان والتاج (طور، نذر، نقع) . والثاني في اللسان والتاج (سهد، قعع) ، والعين 1/64، والتهذيب 6/115، وبلا نسبة في المخصص 2/41.
[4] في ديوانه «ساورتني: واثبتني. ضئيلة: حية دقيقة قد أتت عليها سنون كثيرة، فقلّ لحمها؛ واشتدّ سمّها. الرقش: التي فيها نقط؛ سواد وبياض. ناقع: ثابت» .
[5] في ديوانه «ليل التمام: أطول ليالي الشتاء، والسليم: الملدوغ» .
[6] في الإتباع والمزاوجة 109 «طلق ذلق: من ذلقت الشيء: حددته» والطلق: الفصيح.
[7] ديوان النابغة 34، والخزانة 2/459، 4/46، 48، وشرح شواهد الإيضاح 126، 152، والمعاني الكبير 663، واللسان (عدد، طور، نذر، طلق، حين) ، والتاج (عدد، طور، نذر) ، والجمهرة 922، وأساس البلاغة (نذر، طلق) ، والتهذيب 1/89، 2/16، 5/255، 9/293، 14/421، 16/261، وبلا نسبة في المخصص 8/113، 9/65، والمقاييس 3/421.

الصفحة 381