كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

تصديق الحديث في قول المفقود لعمر، حين سأله وقد استهوته الجانّ: ما كان طعامهم؟ قال الرّمّة. يريد العظم البالي. قال: فما شرابهم؟ قال: الجدف. قال: وهو كلّ شراب لا يخمّر.
وتقول الأعراب: ليس ذلك إلّا في اللّبن. وأمّا النّاس فيذهبون إلى أنّ الحيّات تشرع في اللّبن، وكذلك سامّ أبرص، كذلك الحيّات تشرع في كثير من المرق.
1142-[حديث في المعصفر]
وجاء في الحديث: «لا تبيتوا في المعصفر؛ فإنها محتضرة» أي يحضرها الجنّ والعمّار.
1143-[شعر فيه مجون]
وقال الشاعر فيما يمجنون به، من ذكر الأفعى [1] : [من الوافر]
رماك الله من أير بأفعى ... ولا عافاك من جهد البلاء
أجبنا في الكريهة حين تلقى ... ونعظا ما تفتّر في الخلاء!!
فلولا الله ما أمسى رفيقي ... ولولا البول عوجل بالخصاء
وقال أبو النّجم [2] : [من الكامل]
نظرت فأعجبها الذي في درعها ... من حسنها ونظرت في سرباليا
فرأت لها كفلا ينوء بخصرها ... وعثا روادفه وأخثم ناتيا [3]
ورأيت منتشر العجان مقبّضا ... رخوا حمائله وجلدا باليا
أدني له الرّكب الحليق كأنّما ... أدني إليه عقاربا وأفاعيا [4]
وقال آخر [5] : [من الطويل]
مريضة أثناء التّهادي كأنّما ... تخاف على أحشائها أن تقطّعا
تسيب انسياب الأيم أخصره النّدى ... يرفّع من أطرافه ما ترفّعا
__________
[1] الأبيات في المحاسن والمساوئ 75.
[2] ديوان أبي النجم 235- 236، والأغاني 10/158، وطبقات الشعراء 747.
[3] الوعث: المكان السهل الدهس؛ تغيب فيه الأقدام. الأخثم: المرتفع الغليظ. ناتيا: ناتئا، بارزا.
[4] الركب: الفرج.
[5] البيتان لمسلم بن الوليد «صريع الغواني» في الحماسة البصرية 2/220- 221، وفيه المزيد من المصادر، ولم يرد البيتان في ديوانه.

الصفحة 386