كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

أبيت كما بات الشجاع إلى الذّرى ... وأغدو على همّي وإن بتّ طاويا
وإنّي أهضّ الضّيم منّي بصارم ... رهيف وشيخ ماجد قد بنى ليا
وهكذا صفة الأفعى؛ لأنها أبدا نابتة مستوية، فإن أنكرت شيئا فنشطتها كالبرق الخاطف.
ووصف آخر أفعى، فقال [1] : [من الرجز]
وقد أراني بطويّ الحسّ ... وذات قرنين طحون الضّرس
نضناضة مثل انثناء المرس ... تدير عينا كشهاب القبس
لمّا التقينا بمضيق شكس ... حتى قنصت قرنها بخمس [2]
وهم يتهاجون بأكل الأفاعي والحيّات. قال الشاعر: [من الطويل]
فإياكم والرّيف لا تقربنّه ... فإن لديه الموت والحتم قاضيا
هم طردوكم عن بلاد أبيكم ... وأنتم حلول تشتوون الأفاعيا
وقال عمر بن أبي ربيعة [3] : [من الطويل]
ولمّا فقدت الصّوت منهم وأطفئت ... مصابيح شبّت بالعشاء وأنؤر
وغاب قمير كنت أرجو مغيبه ... وروّح رعيان وهوّم سمّر
ونفّضت عنّي اللّيل أقبلت مشية ال ... حباب، وركني خيفة القوم أزور
1146-[ضرب المثل بسمّ الأساود]
وضرب كلثوم بن عمرو، المثل بسمّ الأساود، فقال [4] : [من الطويل]
تلوم على ترك الغنى باهليّة ... طوى الدّهر عنها كلّ طرف وتالد
رأت حولها النّسوان يرفلن في الكسا ... مقلّدة أجيادها بالقلائد [5]
يسرّك أنّي نلت ما نال جعفر ... من الملك، أو ما نال يحيى بن خالد
__________
[1] ورد البيت الثاني مع بيتين آخرين في اللسان والتاج (نهس) .
[2] الشكس: الضيق. (اللسان: شكس) .
[3] ديوان عمر بن أبي ربيعة 96، والخزانة 5/318، وشرح المفصل 10/11، وشرح شواهد الإيضاح 512.
[4] ديوان كلثوم بن عمرو العتابي 65، والبيان 3/353، وعيون الأخبار 1/231، ومحاضرات الراغب 1/92، والحماسة الشجرية 140، ونهاية الأرب 6/151، وغرر الخصائص 408.
[5] يرفلن: يتبخترن. الكسا: جمع كسوة.

الصفحة 389