كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

فأدخل يوما كفّه جحر أسود ... فشرشره بالنّهش حتى تشرشرا [1]
أراد قول رؤبة [2] : [من الرجز]
كنتم كمن أدخل في حجر يدا ... فأخطأ افعى ولاقى الأسودا
لو مسّ حرفي حجر تقصّدا ... بالشّمّ لا بالسمّ منه قصدا [3]
فقدّم الأسود على الأفعى، وهذا لا يقوله من يعرف مقدار سمّ الحيات، وقال عنترة [4] : [من الطويل]
حلفنا لهم والخيل تردي بنا معا ... نزايلكم حتّى تهرّوا العواليا
عوالي سمر من رماح ردينة ... هرير الكلاب يتّقين الأفاعيا
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اتقوا ذا الطّفيتين والأبتر» [5] .
شبّه الخيطين على ظهره بخوص المقل. وأنشدت لأبي ذؤيب [6] : [من الطويل]
عفت غير نؤي الدّار لأيا أبينه ... وأقطاع طفي قد عفت في المعاقل [7]
والطّفي: خوص المقل.
وهم يصفون بطن المرأة الهيفاء الخميصة البطن، ببطن الحيّة. وهي الأيم.
وقال العجّاج [8] : [من الرجز]
وبطن أيم وقواما عسلجا
[9]
__________
[1] شرشره: قطعه.
[2] ديوان رؤبة 173، والوساطة 13.
[3] تقصد: تكسر.
[4] ديوان عنترة 80- 81 (دار صادر) ، والأول في اللسان والتاج (هرر) ، والجمهرة 127، وديوان الأدب 3/140، والتنبيه والإيضاح 2/227، وهما بلا نسبة في أساس البلاغة (هرر) .
[5] أخرجه البخاري في بدء الخلق برقم 3123، ومسلم في السلام برقم 2233.
[6] شرح أشعار الهذليين 140، واللسان والتاج (قطع، طفا) ، والتهذيب 14/32، وللهذلي في المقاييس 3/414.
[7] النؤي: الحفير حول الخباء أو الخيمة يمنع السيل. المعاقل: جمع معقل، وهو المكان تعقل فيه الإبل.
[8] ديوان العجاج 2/36، واللسان والتاج (عسلج، أيم) ، والتهذيب 3/312، 15/551، والجمهرة 722، والمخصص 10/214، والعين 2/315، ونسب إلى رؤبة في المقاييس 1/166، وليس في ديوانه.
[9] قوام عسلج: ناعم ينثني ويميل.

الصفحة 409