كتاب الحيوان (اسم الجزء: 3-4)

هذا لو قد هملج لم يبتل يما ترى [1] !
584-[بين العقل والحظ]
وقال عبد العزيز بن زرارة الكلابي: [من الوافر]
وما لبّ اللّبيب بغير حظّ ... بأغنى في المعيشة من فتيل
رأيت الحظّ يستر كلّ عيب ... وهيهات الحظوظ من العقول
585-[هجو الخلف]
وقال الآخر [2] : [من الكامل]
ذهب الّذين أحبّهم سلفا ... وبقيت كالمقهور في خلف
من كلّ مطويّ على حنق ... متضجّع يكفى ولا يكفي
586-[عبد العين]
وقال آخر [3] : [من الطويل]
ومولى كعبد العين أمّا لقاؤه ... فيرضى وأمّا غيبه فظنون
ويقال للمرائي، ولمن إذا رأى صاحبه تحرّك له وأراه الخدمة والسرعة في طاعته فإذا غاب عنه وعن عينه خالف ذلك: «إنّما هو عبد عين» [4] .
وقال الله عزّ وجلّ: وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً
[5] .
587-[من إيجاز القرآن]
وقد ذكرنا أبياتا تضاف إلى الإيجاز وقلّة الفضول، ولي كتاب جمعت فيه آيا من القرآن؛ لتعرف بها فصل ما بين الإيجاز والحذف، وبين الزّوائد والفضول
__________
[1] في البيان والتبيين «لو هملج هذا البرذون لم يجعل للراوية» .
[2] البيتان في البيان والتبيين، وهما للأحوص في 2/184، وبلا نسبة في 3/336.
[3] البيت لجميل في ديوانه 208، وديوان المعاني 1/159، وبلا نسبة في البيان والتبيين 3/204، واللسان والتاج وأساس البلاغة (عين) ، وثمار القلوب 263 (502) .
[4] مجمع الأمثال 2/397.
[5] 75/آل عمران: 3.

الصفحة 41